حدوتة مدونتي




بحب أكتب جدا .. و الكتابة وحشاني أوى أوى أوى ..
كان نفسي أنشر قصصي .. بس دا أنا لسه بلية صغيرة مش حريفة كتابة يعني

أرجو إنكم تستمتعوا بمدونتي الجديدة .. و يا رب أكون عند حسن ظنكم



مقالة .. البنت عمرها ما كانت زي الولد

Monday, February 22, 2010

محجبة .. رغم أنوفهم جــ 9

  

في اليوم التالي ..

ذهبت نادين مع أمها لتوصلها إلى المشفى ..

فرغم كل شيء .. تحتاج إلى أن تطمئن على والدها ..

و لكن .. لا شيء جديد .. ما زال في غيبوبة ..

فتركت والدتها في المشفى … و ذهبت هي إلى الكلية ..

************************************

بعد المحاضرة ..

جلست نادين مع صديقاتها كي يتناقشن في أمر علا الصحفية ..

نادين: طب إحنا ناويين نعمل إيه بالظبط؟

دينا: أعتقد أول حاجة نفكر فيها الإعلانات … يعني هنعلن عن النشاط دا إزاي ..

إيمان :بس الإعلان دا آخر حاجة من وجهة نظري .. المفروض نشوف مين إللي هيجي يتكلم و هيقول إيه و تراخيص الندوة و هكذا

نادين: أنا مع إيمان .. إحنا الأول نقول مين هيجي يتكلم ؟ .. و الإعلانات دي على علا هي إللي هتعملها في الجرائد زي ما وعدتنا .. و هتنسق معانا الندوة برضو

نشوى: ممكن نجيب حد بقى من الدعاة و الكلام الكبير دا .. أو إننا نعتمد على نفسنا ..

رضوى: أخويا و مراته ممكن ينفعونا في الكلام إللي هيتقال و هيتقال إزاي .. و ممكن كمان هما إللي يجوا و يتكلموا .. أصلهم عملوا ندوات كتير أوى في قاعات مختلفة

نادين: جميل أوى ..

غدير: و أنا ممكن أعمل لكم أحلى شغل على الفوتوشوب للبوسترز المطلوبة ..

إيمان: إيه دا ماشاء الله .. إنتي بتعرفي فوتوشوب ..

غدير: يا بنتي دا أنا حريفة .. كنت باعمل بوسترز للمطربين إللي باحبهم و أنزلها على الإنترنت كمان .. بس الحمد لله يعني بطلت الحكاية دي من فترة

نادين: طب دا إنتي حليتلنا حاجات كتير أوى يا دينا .. أوك

نشوى: و ممكن نكلم ميس مشيرة المسئولة الاجتماعية في الكلية و نقولها على الموضوع .. أنا ليا معاها علاقة قوية من أنشطة قبل كده .. ممكن أكلمها و أقولها على الموضوع ..

نادين: طب إحنا كده عاوزين نركز شويه .. إحنا ممكن نقول دينا مسئولة عن الإعلانات .. و نشوى مسئولة عن التراخيص و رضوى مسئولة عن برنامج الـ session … أوك كده؟

البنات كلهم: أوك

دينا: بس أنا و إيمان كده معنديناش حاجة نعملها .

نادين: إزاي بقى .. أومال مين إللي هيقدم للندوة و هيكون المذيع .. مفيش غيرك يا دينا يعني .. و إيمو هتيجي معايا عشان عاوزاها في كام حاجة في إللي هقولها

إيمان : أوك و أنا في الخدمة دينا: خلاص يا ستي .. و أنا موافقة

و بدأت المباحثات و المناقشات عن أمور كثيرة متعلقة بالندوة التي يردن البنات أن يقيمنها في الكلية ..

الندوة ليست عن الحجاب  إذا خطر لكم هذا الأمر ..

فلو كانت عن الحجاب فستُرفض فورا من إدارة الجامعة ..

و لكنها عن .. كيف تكون إيجابيا و لو مرة واحدة في حياتك … و من خلالها ستتحدثن عن قصة نادين الإيجابية التي برغم كل العواصف حولها .. قامت بصدها .. و تمسكت بمبدأها ..

**********************************

في اليوم المقرر للندوة .. حضرت والدة نادين التي ستظهر ابنتها فيها ..

ألم أخبركم من قبل أن والدة نادين أيضا ارتدت الحجاب؟

 

و لكنها بدأت كما بدأت نادين … فالقليل هو بداية لعمل كثير ..

حضر الندوة الكثير و الكثير من الطلبة و الطالبات .. فهم يعلمون أن نادين ابنة رياض بيه السقا رجل الأعمال المشهور .. و المديون .. و المشلول في ذات الوقت .. ستظهر لأول مرة و تتحدث عن نفسها ..

بعد كثير من الفقرات الممتعة و المؤثرة إيجابيا على الطلبة .. قالت دينا مذيعة الندوة

دينا: و الآن .. .. معنا فتاة .. تحدت الكثير من الصعوبات كي تكون هذه الندوة على شرفها .. ستحكي لنا عن تجربتها .. و سنعيش معها في دنياها هذه .. معكم .. الطالبة … نادين رياض السقا

لم تدرك نادين بكم هذا التصفيق الذي تزايد بشدة … كانت تعتقد أن الطلبة لن يهتموا بأمرها بعد ما سمعوه عنها .. و لكنها بشجاعتها التي اعتادتها مذ ارتدت الحجاب  قامت على المنصة و قالت:

السلام عليكم .. أولا .. أنا شاكرة جدا كل الناس إللي ساعدونا إننا نقدر نعمل عمل زي دا .. و نتكلم لأول مرة في كليتنا عن الإيجابية الحقيقة ..

الإيجابية .. مش إنك ترفض عمل شيء سيء هيئذيك .. لمجرد إنه هيئذيك .. و لا إنك تغامر في مغامرة كبيرة و عظيمة عشان توصل لشيء .. مالوش لازمة .. و لا إنك يبقى ليك هدف و عاوز توصله بس العوائق لما منعتك تخليت عنه …

الإيجابية .. هي إنك تبادر بعمل شيء مهم و له أهمية كبيرة في حياتك و في حياة الناس من حواليك .. و مهما كانت العوائق تستمر .. ما دام الهدف كبير .. و ما دام عاوز توصل ..

الإيجابية .. إنك تشوف الهدف و يفضل طول الوقت أدامك .. مهما رجعك شوية هوا .. تتقدم تاني و إنت باصص له

أعتقد إني حاولت أتحلى بشوية إيجابية في الكام يوم اللي فاتوا .. حوالي عشر أيام أو أكتر ..

و عشان كده .. حبيت أحكيلكم تجربتي ..

و بدأت نادين تحكي تجربتها .. كيف بدأت .. و كيف تثبتت .. و كيف أنها مقتنعة الآن اقتناع كبير جدا بالحجاب .. كيف أن هدفها كان ارتداؤه أيا كان شكله .. ثم التطور في ارتدائه .. شيئا .. فشيئا ..

حكت عن صديقاتها الجدد .. وكيف أن الصحبة أهم شيء في حياة الانسان .. فقل لي صاحبك .. أعلم من أنت ..

و انتهى بها الحديث لما حدث لوالدها .. و بكت .. رغم كل شيء بكت .. و ابكت الكثيرين معها من الحضور …

وبعد أن انتهى كلامها الجذاب .. الذي حاولت أن تخليه من أي مظهر ديني قوي حتى لا يحدث لها مشكلة مع إدارة الجامعة .. فُتح باب المناقشة

و انهالت الأسئلة الكثيرة عليها هي برغم كل من سبقوها من المتحدثين ..

قام شاب و سألها: طب و إنتي ليه مصرة دلوقتي على الحجاب؟

نادين: الحجاب فرض من ربنا .. فرض على كل بنت إنها تلبسه .. زيه زي الصلاة .. زي الصوم .. زي الزكاة .. و آيات و أحاديث كتيرة بتقول الكلام دا

و أخذت نادين تتلو بعض الآيات و الأحاديث التي حفظتها للرد على أي انسان يقول لها لماذا الحجاب فرض من الله عز و جل ..

و قامت شابة أخرى لتسألها .. و يا للعجب .. إنها رشا .. لقد ارتدت هي أيضا الحجاب… ربما كلمات دينا و نادين القليلة إليها جعلتها ترتدي الحجاب .. فمن يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له

رشا: أنا في الأول … كنت باكره الحجاب دا أوي .. و حاسه إنه حاجة مالهاش لازمة .. لكن .. كلمة بسيطة منك خلتني أفكر جديا في الموضوع .. لحد ما لبسته ..

ابتسمت نادين بشدة لرشا .. فهي فخورة برشا كثيرا أن تقوم بهذا الأمر ..

نادين: رشا عندها حق كبير أوى في إللي قالته .. ممكن كلمة واحدة منك بس تكون قوية و في محلها .. تخليك شخص إيجابي ..

أسئلة كثيرة .. و إجابات أكثر من نادين .. و ساعدتها إيمان في بعض الإجابات كي ينجزوا في الوقت ..

و كتبوا على سبورة كبيرة خلفهم إيميل لهم .. كي يراسلهم كل الحضور إن أرادوا في أي وقت ..

و عند باب القاعة .. تقدمت رشا إلى نادين و قالت: أنا آسفة يا نادين لو أسأت لك .. أنا مكنتش فاهمة قيمة الحاجة الغالية دي

و فوجئت رشا باحتضان نادين إليها و قالت لها في أذنها: أنا بحبك أوى يا رشا

دمعت عيني رشا من حرارة دفء حضن نادين .. و قالت: و أنا بحبك أوى يا نادين ..

*****************************************

ذهبت نادين و والدتها إلى المشفى للاطمئنان على حالة والدها ..

أخبرهم الأطباء أنه قد أفاق من الغيبوبة و لكن حالته لا تسمح بالكلام ..

نظرت نادين ووالدتها من النافذة الزجاجية للغرفة ..

التفت رياض بيه إليهما بنظره .. و رآهما محجبتين أمامه ..

و بكت عينيه ..

لأول مرة تبكي عينيه كل هذه الدموع ..

و كأن نظرته لهما تقول: “رغم كل إللي عملته .. نفذتوا إللي إنتو عاوزينه .. ربنا أقوى مني .. ربنا أقوى مني”..1

*******************************************

بعد أن  عادت نادين إلى الفيلا مع والدتها .. ذهبت لتفتح اللاب توب كي تعرف من أرسل إيميلات لهن

و يا للمفاجأة .. لقد وجدت الكثير من الإيميلات ..

و لكن هناك من فتح الإيميل قبلها فهناك رسائل مقروءة و رسائل معلم عليها .. بالتأكيد هي دينا .. فنادين تعلم مدى حماسة دينا و حبها لهذا الأمر ..

أخذت نادين تقرأ الرسائل …

فتيات يردن أن يتحجبن بعد أن سمعن قصتها ..

و شباب أبتعد عن صحبة البنات بعد ان علم بقدر و عظمة هذا الدين ..

و بعض العاملين في الكلية يشكرهن على ما قدمنه اليوم في الندوة ..

شعرت نادين براحة شديدة …

لقد قامت نادين بعمل إيجابي حقيقي لأول مرة في حياتها كلها ..

أن أرتدي الحجاب فهو ثواب عظيم و تجنب للذنوب ..

و لكن أن أدعو الناس لارتدائه و أن أكون قدوة لهم جميعا .. هذه الإيجابية في حد ذاتها ..

وبذلك .. انتهت قصة نادين ..

و انتظرونا في قصص أخرى بإذن الله تعالى …

و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

No comments:

Post a Comment