حدوتة مدونتي




بحب أكتب جدا .. و الكتابة وحشاني أوى أوى أوى ..
كان نفسي أنشر قصصي .. بس دا أنا لسه بلية صغيرة مش حريفة كتابة يعني

أرجو إنكم تستمتعوا بمدونتي الجديدة .. و يا رب أكون عند حسن ظنكم



مقالة .. البنت عمرها ما كانت زي الولد

Monday, February 22, 2010

محجبة .. رغم أنوفهم جـــ 8

خرج رياض بيه من مكتبه منفعلا للغاية ..

يشعر بكم اكتئاب و حرقة على أمواله الضائعة …

ماذا يفعل؟

قرض من البنك؟ .. و أي بنك سيعطيه سلفة مع تاريخه الأسود في هذه البلد؟!!! ..

يبيع الفيلا؟ .. و ماذا ستفعل فيلا على ألفين متر في هذه الأزمة الاقتصادية .. و بريستيجه … ماذا سيفعل به؟

خرج عصبيا للغاية ..

ركب سيارته كي يعود للمنزل و يجد حلا في هذا الأمر العسير ..

من الممكن ببعض الاتصالات يستطيع أن يخرج من هذه الأزمة ..

فله جمايل على الحكومة كثيرة .. من الممكن أن تخدمه اليوم ..

نعم نعم .. سيتصل بالوزير .. أسلم حل .. ينهب بعض الأموال و يخرج من تلك الأزمة .. و انتهى الأمر ..

تضاربت الأفكار في رأسه ..

لم يكن سائقه معه اليوم ..

كان يقود السيارة بسرعة شديدة .. فالتفكير سيقتله ..

لا … بل تلك الشاحنة التي أمامه هي ما سيقتله ..

اصطدام كبير .. و خرجت السيارة عن السيطرة ..

و انتهى مصيره في تلك الليلة في المشفى …

************************************

لا حول ولا قوة إلا بالله ..

هذا حال الشارع الوطني في هذا اليوم ..

أهذا الرجل الذي أرهب الحكومة و احتكر الكثير من موارد الدولة ..

يصاب بدائين في يوم واحد ..

يصاب بالإفلاس  .. و يصاب بالشلل ..

 

قرأت نادين الخبر في الجرنال بعد أن أعطته لها جده دينا .. بدأت تخاف من تلك السيدة التي لا تأتي لها إلا بالأخبار السيئة .. بالإضافة إلى معاملتها الجافة لنادين ..

جرت نادين و سحبت حقيبتها و فتحت باب الشقة …

دينا: رايحة فين يا نادين .. مش هتروحي الكلية؟

نادين: كلية إيه بس النهارده .. أنا رايحة لبابي المستشفى ..

و قبل أن تغلق نادين الباب تذكرت شيئا مهما .. فالتفتت إلى دينا

نادين: ما تنسيش يا دينا إنك تقابلي علا النهارده و تقوليلها على إللي اتفقنا عليه

دينا: أوك يا حبيبتي .. ربنا معاكي ..

خرجت نادين هائمة .. ماذا تفعل .. أتتصل بوالدتها اليوم؟ .. لقد اتصلت بها البارحة .. ستقلق أمها بشدة ..

لا لا .. أكيد وصل لوالدتها الخبر .. فالخبر في الصفحة الأولى في الجرائد ..

تركت نادين تلك الفكرة بعيدا .. و جرت لتلحق بأول تاكسي أمامها ..

نادين: مستشفى الرحمة لو سمحت…

************************************

n634816060_4718 وصلت نادين إلى  المشفى .. و جرت على الاستقبال و سألت عن حجرة والدها ..

لم تستطع الممرضة أن تخبئ فرحتها وتعجبها من رؤية نادين في المشفى ..فهي تلك الفتاة التي تحدثت عنها الجرائد منذ أيام .. هي أمامها الآن .. و لكن نادين ليس لديها وقت ..

صعدت نادين مع الممرضة إلى حجرة والدها .. و لكن كان ممنوع له الزيارة تماما ..

نظرت نادين إلى والدها من النافذة الزجاجية للحجرة ..

لا .. من المستحيل أن يكون هذا هو والدها ..

كل هذه أسلاك ووصلات موصلة به ..

كانت نظرة دهشة و صدمة في نفس الوقت مرسومة على وجه نادين ..

لم تشعر نادين وشفتيها تتحركان

بابي .. أنا بحبك أوى …

و أخذت تبكي من شدة الحزن على والدها ..

كانت حالته يرثى لها ..

جلست نادين على كرسي أمام الحجرة .. في انتظار أي طبيب تسأله عن حالة والدها ..

أتدرون؟ … لم يكن هناك أي زيارات أخرى له

أتدرون؟ .. لم يكن في حجرة كبيرة الحجم كما كان المتوقع ..

أتدرون؟ .. لقد حمله أولاد البلد الغلابة الذين أكل حقوقهم في سبيل المال إلى المشفى بأيديهم ..

ما نفعه في تلك اللحظة؟ … لا شيء

من معه في تلك اللحظة؟ .. لا يوجد غير ابنتها التي حرمها من كل حقوقها في سبيل سلطته و نفوذه ..

هذا هو حال الدنيا ..

مهما أعطت .. ستأخذ ..

و مهما تخيلت أنها معك .. ستنقلب ضدك ..

إلا من هدى الله بقلب سليم ..

 

كانت تلك الأفكار تدور في رأس نادين مع دموعها المنسابة على وجنتيها ..

فتحت حقيبتها و أخرجت المصحف الذي لم تضعه إلا من حوالي ثلاثة أيام ..

و أخذت تقرأ بقراءتها المتعسرة ..

بسم الله الرحمن الرحيم … الرحمن .. علم القرآن .. خلق الانسان .. علمه البيان .. الشمس و القمر بحسبان ..و النجم و الشجر يسجدان . و السماء رفعها ووضع الميزان .. ألا تطغو في الميزان ..

العدل .. لقد فقد أبي العدل في حياته .. فحاسبه الله بالعدل في تلك اللحظة ..

معك الله يا أبي .. معك الله ..

بعد لحظات .. حضرت والدة نادين .. فقد علمت بالخبر من الجرائد .. جرت إليها نادين و احتضنتها بشدة .. فقد افتقدتها تلك الأيام .. و قبلت رأس أمها و يديها .. و احتضنتها أمها كثيرا ..

جلست نادين مع والدتها ينظرون إلى أبيها بعين الشفقة .. فتحت نادين المصحف و أخذت تكمل قراءتها

نظرت إليها والدتها و قالت: أول مرة أشوفك بتفتحي المصحف من غير رمضان يا نودي

نادين: الإسلام حلو أوى يا مامي .. أنا أول مرة أحس بطعم السعادة في حياتي زي دلوقتي ..

والدتها: الحجاب غيرك أوى يا نادين

نادين: للأحسن ولا للأوحش؟

والدتها: مش عارفة .. بس أنا لما قريت الخبر في الجرنال إن بابي طردك من البيت و لما اتصلت بيكي عشان أجيلك و أجيبك في العزبة و لقيتك مصرة على إنك تقعدي عند دينا .. أنا كنت حاسه إنك أد المسئولية أوى .. حلو الحجاب يا نادين؟

نظرت نادين إلى أمها بحب شديد و قالت: الحجاب أجمل لبس أنا جربته و ارتاحت له .. تعرفي يا مامي دلوقتي الناس بتبص لي في الشارع نظرة احترام كبيرة أوى .. كل ما أخرج مع أصحابي الجداد إللي حكيت لك عليهم .. باحس بنظرة حب و تقدير من الناس بطريقة أنا عمري ما حسيتها ..

والدتها: بجد يا نادين إنتي مبسوطة؟

نادين: مبسوطة دي كلمة صغيرة أوى يا مامي على إللي أنا حاسه بيه .. أنا هاطير من السعادة ..

أخرجت نادين جوالها من الحقيبة و فتحت نشيد .. كيف أنزعه ..

سمعته أمها و بكت هي الأخرى .. و علمت ما تقصده نادين بكلمة “هاطير من السعادة” .. جميل أن تجد لك هدفا تطير إليه ..

***********************************

15149_374660330160_720535160_10110430_1430709_n في المساء .. عادت نادين إلى الفيلا الخاصة بوالدها و معها أمها ..

فتح لهم عبده البوابة بصدر رحب حيث أنه يعلم بما حدث لرياض بيه ..

أول ما دخلت نادين الفيلا وجدت الهاتف يرن .. كانت دينا تطمئن عليها

سألتها نادين عما حدث مع علا الصحفية

دينا: يااااه .. دي اقتنعت بالفكرة جدا جدا .. و طارت بيها كمان

نادين: الحمد لله .. طب و هنبدأ إمتى ..

دينا: بتقولك لو عاوزة نبدأ من بكره مفيش مشكلة  .. زي ما تحبي

نادين: طب أوك .. قولي لرضوى و إيمان و غدير و نشوى على إللي حصل و خدوا خطوات .. أنا بس الدنيا عندي ملخبطة شويه .. أول ما أهدى كده هانضم ليكم على طول يا حبي .. أوك؟

دينا: أوك يا جميل .. يلا أسيبك تنامي بقى .. تصبحي على خير

نادين: و إنتي من أهله ..السلام عليكم

دينا: و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته

فيم تفكر نادين و صديقاتها لعمله؟ ..

ما هو هذا الأمر الجلل الذي يشغل نادين الآن؟ ..

انتظرونا في …

محجبة … رغم أنوفهم

No comments:

Post a Comment