حدوتة مدونتي




بحب أكتب جدا .. و الكتابة وحشاني أوى أوى أوى ..
كان نفسي أنشر قصصي .. بس دا أنا لسه بلية صغيرة مش حريفة كتابة يعني

أرجو إنكم تستمتعوا بمدونتي الجديدة .. و يا رب أكون عند حسن ظنكم



مقالة .. البنت عمرها ما كانت زي الولد

Thursday, February 25, 2010

في عهدهم .. تلفاز - مقدمة


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أعزاءنا المشاهدين ..
بإذن الله سوف يتم بث مسلسل
في عهـــــــــــــــدهم .. تلفـــــــــــــــاز
مع بداية الأسبوع القادم بإذن الله

أحداث المسلسل تحتاج إلى بعض التخيل
نتخيل أن التلفاز موجود منذ بدء الخليقة
من أيام سيدنا آدم عليه السلام

كيف سيكون الإعلام وقتها ..
و عن ماذا سيتحدث الإعلام المتمثل في التلفاز في كل عصر سنعيش فيه مع المسلسل

انتظرووووووووووووونا


Monday, February 22, 2010

محجبة .. رغم أنوفهم - تعقيب

image

خلصت قصة نادين ..

لكن في عندنا مليون نادين و أكتر في حياتنا ..

نادين .. واحدة من ناس كتير فطرتهم صافية أوى ..

لكن .. ما وصلتلهومش المعلومة .. بل و الأشد .. إن بيوصل لهم كلام مش مظبوط عن الحجاب ..

الحجاب إرهاب ..

الحجاب جهل ..

الحجاب تخلف ..

معلومات ناقصة و غير كاملة عن الحجاب ..

لازم كل واحدة مسلمة محجبة حجاب سليم تحاول على الأقل في المحيط اللي حواليها ..

إخواتها .. قرايبها .. أصحابها ..

أولا .. تكون قدوة

ثانيا .. تتكلم عن الحجاب و تصحح صورته السيئة للأسف عند الناس بسبب إعلامنا الأكثر من سيئ ..

ثالثا

.. الدعاء لكل بنات المسلمين بالحجاب

كلمة قريتها و عجبتني جدا

لو كان الإسلام يمنع المرأة من الخروج للمشاركة في بناء المجتمع لما كان هناك داع أصلا لذكر الحجاب في القرآن الكريم..

************************************

image

إلللي دفعني إني أكتب القصة دي .. رغم إن أسلوبها ركيك نوعا ما ..

إللي بيجرى حوالينا عن الحجاب ..

الحجاب بكل أشكاله ..

في تونس ..

يمنع الحجاب من المدارس تماما ..

ممنوع واحدة تدخل المدرسة بالحجاب ..

في مصر ..

ممنوع واحدة تدحل الإمتحان بالنقاب .. حتى الأزهر.. و حتى في السعودية في بعض المستشفيات منعت النقاب فيها …

طب سؤال واحد ليكم يا مسئولين؟

لو بنتك هي إللي في الموقف دا ..

لو شيخ الأزهر في مصر بنته منتقبة .. كان هيرضى ينزل القرار دا؟

لو وزير التعليم في تونس بنته محجبة .. كان هيرضى يمنع الحجاب في المدارس بالشكل دا؟

الله أعلم ..

ممكن يدوسوا على كل حاجة في سبيل المنصب و الكرسي ..

لكن .. إيه نهاية الشيء الهلامي إللي هما ماسكين فيه دا؟

لا شيء ..

مجرد حادثة سيارة ممكن تنهي حياته كلها زي والد نادين

مجرد أي مشكلة صغيرة في البلد تؤدي لإنهاء حياته المالية و السياسية ..

و لا يعلم جنود ربك إلا هو .. و ما هي إلا ذكرى للبشر ..

الفتن اللي جايه أصعب و أشد .. و ربنا يعيننا عليها و يرحمنا و يرحم أولادنا و أحفادنا منها ..

قال رسولنا الحبيب صلى الله عليه و سلم:

( بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا ، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا ) رواه مسلم

ربنا يرحمنا ..

تعرفوا إن في حملات ضد الحجاب على الإنترنت و في الشوارع و الكافيتيريات ؟؟

… هذه فتن آخر الزمان ..

ربنا يعيننا عليها يا رب

لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدراً

فالظّلم مرتعه يفضي إلى الندم

تنام عينك والمظلوم منتبه

يدعو عليك وعين الله لم تنمِ

****************************************

كلمة أخيرة ..image

ما تستهونيش بكلمة بسيطة رقيقة تقوليها لواحدة لما تتحجب

و لا تستهوني بنصيحة جميلة تقوليها لواحدة عن الحجاب ..

و لا تستصغري أي هدية و لو بسيطة تديها لواحدة عملت و لو خطوة واحدة تجاه الحجاب ..

في فكرة .. كان نفسي أعملها من زمان .. و ما زلت بافكر فيها ..

كان نفسي أعمل كروت و أكتب فيها كلمة رقيقة .. زي مثلا

جزاك الله خيرا على ارتدائك للحجاب و نصر ديننا

وحتى لو أنا في الشارع و لقيت واحدة لبسها كويس و محجبة أديها الكارت دا من أجل الحب في الله فقط

تخيلوا لو واحدة كانت عاوزة تقلعه

و لا واحدة مش مقتنعة بيه

و لا واحدة بتزن على ودانها إنها تقلعه ..

و فجأة لقيتك جنبها و بتسانديها بكلمة بسيطة زي دي

مش عارفة .. حاسه إنها هتعمل فرق .. على الاقل على التثبت على الحجاب

و ممكن هي كمان تعجبها الفكرة و تعمل زيها و تديها للي حواليها ..

هنلاقي في الآخر رابطة حب في الله كبيرة أوى بتجمع بنات المسلمين سوا

حب الحجاب ..

التثبت على الحجاب ..

الأمر بالمعروف لصالح الحجاب

image

في واحدة صاحبتي كنت بتكلم معاها على منع النقاب في الجامعات ..

وبعدين قالت لي إن في بنات منتقبات لما قالولهم ما تدخلوش اللجان راحوا مشيوا بشويش و ما دخلوش و خلاص ..

فبتسألها هو إللي إحنا عملناه دا صح و لا لأ …

قالت لها كلمة قوية جدا و عجبتني أوى .. قالت لها أنا مش موافقة على إللي عملتوه .. لإن مجرد استسلامك مش هيخليني انا كمان ألبسه .. هقول و انا مالي و مش هحس بأهميته ..

و هي دي قضية الحجاب عامة ..

دوري إيه بعد ما لبسته؟ ..

هو دا الأهم

لذلك كنت حابه أختم قصة نادين إنها لما اتحجبت ما قالتش خلاص أنا و ما بعدي الطوفان ..

لكن فكرت إزاي تقول للناس برضو عن الشيء الغالي الجميل إللي ربنا إداهولها و هو الحجاب ..

ودا دور كل واحدة أنعم الله عليها بالحجاب ..

مطلوب مننا إننا نعمر الأرض مش إننا نهتم بنفسنا و بإنقاذ نفسنا من المهالك و بس

إنتو عارفين الصور إللي عن المحجبات إللي في المدونة دي منين؟

دي ماليزيا ..

نزلت صور أنمي للحجاب عشان الناس ..

جزاهم الله خيرا كثيرا على مجهودهم ..

*******************************************

أنا عارفة إن القصة كانت طويلة ..

حتى التعقيب كان طويل :D

بس لو حد حابب يضيف تعليق إيجابي أوسلبي على القصة أنا هاكون شاكرة جدا

image

و انتظروني في تاني إصدار آياتي على المدونة بإذن الله

و السلام عليكم



محجبة .. رغم أنوفهم جــ 9

  

في اليوم التالي ..

ذهبت نادين مع أمها لتوصلها إلى المشفى ..

فرغم كل شيء .. تحتاج إلى أن تطمئن على والدها ..

و لكن .. لا شيء جديد .. ما زال في غيبوبة ..

فتركت والدتها في المشفى … و ذهبت هي إلى الكلية ..

************************************

بعد المحاضرة ..

جلست نادين مع صديقاتها كي يتناقشن في أمر علا الصحفية ..

نادين: طب إحنا ناويين نعمل إيه بالظبط؟

دينا: أعتقد أول حاجة نفكر فيها الإعلانات … يعني هنعلن عن النشاط دا إزاي ..

إيمان :بس الإعلان دا آخر حاجة من وجهة نظري .. المفروض نشوف مين إللي هيجي يتكلم و هيقول إيه و تراخيص الندوة و هكذا

نادين: أنا مع إيمان .. إحنا الأول نقول مين هيجي يتكلم ؟ .. و الإعلانات دي على علا هي إللي هتعملها في الجرائد زي ما وعدتنا .. و هتنسق معانا الندوة برضو

نشوى: ممكن نجيب حد بقى من الدعاة و الكلام الكبير دا .. أو إننا نعتمد على نفسنا ..

رضوى: أخويا و مراته ممكن ينفعونا في الكلام إللي هيتقال و هيتقال إزاي .. و ممكن كمان هما إللي يجوا و يتكلموا .. أصلهم عملوا ندوات كتير أوى في قاعات مختلفة

نادين: جميل أوى ..

غدير: و أنا ممكن أعمل لكم أحلى شغل على الفوتوشوب للبوسترز المطلوبة ..

إيمان: إيه دا ماشاء الله .. إنتي بتعرفي فوتوشوب ..

غدير: يا بنتي دا أنا حريفة .. كنت باعمل بوسترز للمطربين إللي باحبهم و أنزلها على الإنترنت كمان .. بس الحمد لله يعني بطلت الحكاية دي من فترة

نادين: طب دا إنتي حليتلنا حاجات كتير أوى يا دينا .. أوك

نشوى: و ممكن نكلم ميس مشيرة المسئولة الاجتماعية في الكلية و نقولها على الموضوع .. أنا ليا معاها علاقة قوية من أنشطة قبل كده .. ممكن أكلمها و أقولها على الموضوع ..

نادين: طب إحنا كده عاوزين نركز شويه .. إحنا ممكن نقول دينا مسئولة عن الإعلانات .. و نشوى مسئولة عن التراخيص و رضوى مسئولة عن برنامج الـ session … أوك كده؟

البنات كلهم: أوك

دينا: بس أنا و إيمان كده معنديناش حاجة نعملها .

نادين: إزاي بقى .. أومال مين إللي هيقدم للندوة و هيكون المذيع .. مفيش غيرك يا دينا يعني .. و إيمو هتيجي معايا عشان عاوزاها في كام حاجة في إللي هقولها

إيمان : أوك و أنا في الخدمة دينا: خلاص يا ستي .. و أنا موافقة

و بدأت المباحثات و المناقشات عن أمور كثيرة متعلقة بالندوة التي يردن البنات أن يقيمنها في الكلية ..

الندوة ليست عن الحجاب  إذا خطر لكم هذا الأمر ..

فلو كانت عن الحجاب فستُرفض فورا من إدارة الجامعة ..

و لكنها عن .. كيف تكون إيجابيا و لو مرة واحدة في حياتك … و من خلالها ستتحدثن عن قصة نادين الإيجابية التي برغم كل العواصف حولها .. قامت بصدها .. و تمسكت بمبدأها ..

**********************************

في اليوم المقرر للندوة .. حضرت والدة نادين التي ستظهر ابنتها فيها ..

ألم أخبركم من قبل أن والدة نادين أيضا ارتدت الحجاب؟

 

و لكنها بدأت كما بدأت نادين … فالقليل هو بداية لعمل كثير ..

حضر الندوة الكثير و الكثير من الطلبة و الطالبات .. فهم يعلمون أن نادين ابنة رياض بيه السقا رجل الأعمال المشهور .. و المديون .. و المشلول في ذات الوقت .. ستظهر لأول مرة و تتحدث عن نفسها ..

بعد كثير من الفقرات الممتعة و المؤثرة إيجابيا على الطلبة .. قالت دينا مذيعة الندوة

دينا: و الآن .. .. معنا فتاة .. تحدت الكثير من الصعوبات كي تكون هذه الندوة على شرفها .. ستحكي لنا عن تجربتها .. و سنعيش معها في دنياها هذه .. معكم .. الطالبة … نادين رياض السقا

لم تدرك نادين بكم هذا التصفيق الذي تزايد بشدة … كانت تعتقد أن الطلبة لن يهتموا بأمرها بعد ما سمعوه عنها .. و لكنها بشجاعتها التي اعتادتها مذ ارتدت الحجاب  قامت على المنصة و قالت:

السلام عليكم .. أولا .. أنا شاكرة جدا كل الناس إللي ساعدونا إننا نقدر نعمل عمل زي دا .. و نتكلم لأول مرة في كليتنا عن الإيجابية الحقيقة ..

الإيجابية .. مش إنك ترفض عمل شيء سيء هيئذيك .. لمجرد إنه هيئذيك .. و لا إنك تغامر في مغامرة كبيرة و عظيمة عشان توصل لشيء .. مالوش لازمة .. و لا إنك يبقى ليك هدف و عاوز توصله بس العوائق لما منعتك تخليت عنه …

الإيجابية .. هي إنك تبادر بعمل شيء مهم و له أهمية كبيرة في حياتك و في حياة الناس من حواليك .. و مهما كانت العوائق تستمر .. ما دام الهدف كبير .. و ما دام عاوز توصل ..

الإيجابية .. إنك تشوف الهدف و يفضل طول الوقت أدامك .. مهما رجعك شوية هوا .. تتقدم تاني و إنت باصص له

أعتقد إني حاولت أتحلى بشوية إيجابية في الكام يوم اللي فاتوا .. حوالي عشر أيام أو أكتر ..

و عشان كده .. حبيت أحكيلكم تجربتي ..

و بدأت نادين تحكي تجربتها .. كيف بدأت .. و كيف تثبتت .. و كيف أنها مقتنعة الآن اقتناع كبير جدا بالحجاب .. كيف أن هدفها كان ارتداؤه أيا كان شكله .. ثم التطور في ارتدائه .. شيئا .. فشيئا ..

حكت عن صديقاتها الجدد .. وكيف أن الصحبة أهم شيء في حياة الانسان .. فقل لي صاحبك .. أعلم من أنت ..

و انتهى بها الحديث لما حدث لوالدها .. و بكت .. رغم كل شيء بكت .. و ابكت الكثيرين معها من الحضور …

وبعد أن انتهى كلامها الجذاب .. الذي حاولت أن تخليه من أي مظهر ديني قوي حتى لا يحدث لها مشكلة مع إدارة الجامعة .. فُتح باب المناقشة

و انهالت الأسئلة الكثيرة عليها هي برغم كل من سبقوها من المتحدثين ..

قام شاب و سألها: طب و إنتي ليه مصرة دلوقتي على الحجاب؟

نادين: الحجاب فرض من ربنا .. فرض على كل بنت إنها تلبسه .. زيه زي الصلاة .. زي الصوم .. زي الزكاة .. و آيات و أحاديث كتيرة بتقول الكلام دا

و أخذت نادين تتلو بعض الآيات و الأحاديث التي حفظتها للرد على أي انسان يقول لها لماذا الحجاب فرض من الله عز و جل ..

و قامت شابة أخرى لتسألها .. و يا للعجب .. إنها رشا .. لقد ارتدت هي أيضا الحجاب… ربما كلمات دينا و نادين القليلة إليها جعلتها ترتدي الحجاب .. فمن يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له

رشا: أنا في الأول … كنت باكره الحجاب دا أوي .. و حاسه إنه حاجة مالهاش لازمة .. لكن .. كلمة بسيطة منك خلتني أفكر جديا في الموضوع .. لحد ما لبسته ..

ابتسمت نادين بشدة لرشا .. فهي فخورة برشا كثيرا أن تقوم بهذا الأمر ..

نادين: رشا عندها حق كبير أوى في إللي قالته .. ممكن كلمة واحدة منك بس تكون قوية و في محلها .. تخليك شخص إيجابي ..

أسئلة كثيرة .. و إجابات أكثر من نادين .. و ساعدتها إيمان في بعض الإجابات كي ينجزوا في الوقت ..

و كتبوا على سبورة كبيرة خلفهم إيميل لهم .. كي يراسلهم كل الحضور إن أرادوا في أي وقت ..

و عند باب القاعة .. تقدمت رشا إلى نادين و قالت: أنا آسفة يا نادين لو أسأت لك .. أنا مكنتش فاهمة قيمة الحاجة الغالية دي

و فوجئت رشا باحتضان نادين إليها و قالت لها في أذنها: أنا بحبك أوى يا رشا

دمعت عيني رشا من حرارة دفء حضن نادين .. و قالت: و أنا بحبك أوى يا نادين ..

*****************************************

ذهبت نادين و والدتها إلى المشفى للاطمئنان على حالة والدها ..

أخبرهم الأطباء أنه قد أفاق من الغيبوبة و لكن حالته لا تسمح بالكلام ..

نظرت نادين ووالدتها من النافذة الزجاجية للغرفة ..

التفت رياض بيه إليهما بنظره .. و رآهما محجبتين أمامه ..

و بكت عينيه ..

لأول مرة تبكي عينيه كل هذه الدموع ..

و كأن نظرته لهما تقول: “رغم كل إللي عملته .. نفذتوا إللي إنتو عاوزينه .. ربنا أقوى مني .. ربنا أقوى مني”..1

*******************************************

بعد أن  عادت نادين إلى الفيلا مع والدتها .. ذهبت لتفتح اللاب توب كي تعرف من أرسل إيميلات لهن

و يا للمفاجأة .. لقد وجدت الكثير من الإيميلات ..

و لكن هناك من فتح الإيميل قبلها فهناك رسائل مقروءة و رسائل معلم عليها .. بالتأكيد هي دينا .. فنادين تعلم مدى حماسة دينا و حبها لهذا الأمر ..

أخذت نادين تقرأ الرسائل …

فتيات يردن أن يتحجبن بعد أن سمعن قصتها ..

و شباب أبتعد عن صحبة البنات بعد ان علم بقدر و عظمة هذا الدين ..

و بعض العاملين في الكلية يشكرهن على ما قدمنه اليوم في الندوة ..

شعرت نادين براحة شديدة …

لقد قامت نادين بعمل إيجابي حقيقي لأول مرة في حياتها كلها ..

أن أرتدي الحجاب فهو ثواب عظيم و تجنب للذنوب ..

و لكن أن أدعو الناس لارتدائه و أن أكون قدوة لهم جميعا .. هذه الإيجابية في حد ذاتها ..

وبذلك .. انتهت قصة نادين ..

و انتظرونا في قصص أخرى بإذن الله تعالى …

و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

محجبة .. رغم أنوفهم جـــ 8

خرج رياض بيه من مكتبه منفعلا للغاية ..

يشعر بكم اكتئاب و حرقة على أمواله الضائعة …

ماذا يفعل؟

قرض من البنك؟ .. و أي بنك سيعطيه سلفة مع تاريخه الأسود في هذه البلد؟!!! ..

يبيع الفيلا؟ .. و ماذا ستفعل فيلا على ألفين متر في هذه الأزمة الاقتصادية .. و بريستيجه … ماذا سيفعل به؟

خرج عصبيا للغاية ..

ركب سيارته كي يعود للمنزل و يجد حلا في هذا الأمر العسير ..

من الممكن ببعض الاتصالات يستطيع أن يخرج من هذه الأزمة ..

فله جمايل على الحكومة كثيرة .. من الممكن أن تخدمه اليوم ..

نعم نعم .. سيتصل بالوزير .. أسلم حل .. ينهب بعض الأموال و يخرج من تلك الأزمة .. و انتهى الأمر ..

تضاربت الأفكار في رأسه ..

لم يكن سائقه معه اليوم ..

كان يقود السيارة بسرعة شديدة .. فالتفكير سيقتله ..

لا … بل تلك الشاحنة التي أمامه هي ما سيقتله ..

اصطدام كبير .. و خرجت السيارة عن السيطرة ..

و انتهى مصيره في تلك الليلة في المشفى …

************************************

لا حول ولا قوة إلا بالله ..

هذا حال الشارع الوطني في هذا اليوم ..

أهذا الرجل الذي أرهب الحكومة و احتكر الكثير من موارد الدولة ..

يصاب بدائين في يوم واحد ..

يصاب بالإفلاس  .. و يصاب بالشلل ..

 

قرأت نادين الخبر في الجرنال بعد أن أعطته لها جده دينا .. بدأت تخاف من تلك السيدة التي لا تأتي لها إلا بالأخبار السيئة .. بالإضافة إلى معاملتها الجافة لنادين ..

جرت نادين و سحبت حقيبتها و فتحت باب الشقة …

دينا: رايحة فين يا نادين .. مش هتروحي الكلية؟

نادين: كلية إيه بس النهارده .. أنا رايحة لبابي المستشفى ..

و قبل أن تغلق نادين الباب تذكرت شيئا مهما .. فالتفتت إلى دينا

نادين: ما تنسيش يا دينا إنك تقابلي علا النهارده و تقوليلها على إللي اتفقنا عليه

دينا: أوك يا حبيبتي .. ربنا معاكي ..

خرجت نادين هائمة .. ماذا تفعل .. أتتصل بوالدتها اليوم؟ .. لقد اتصلت بها البارحة .. ستقلق أمها بشدة ..

لا لا .. أكيد وصل لوالدتها الخبر .. فالخبر في الصفحة الأولى في الجرائد ..

تركت نادين تلك الفكرة بعيدا .. و جرت لتلحق بأول تاكسي أمامها ..

نادين: مستشفى الرحمة لو سمحت…

************************************

n634816060_4718 وصلت نادين إلى  المشفى .. و جرت على الاستقبال و سألت عن حجرة والدها ..

لم تستطع الممرضة أن تخبئ فرحتها وتعجبها من رؤية نادين في المشفى ..فهي تلك الفتاة التي تحدثت عنها الجرائد منذ أيام .. هي أمامها الآن .. و لكن نادين ليس لديها وقت ..

صعدت نادين مع الممرضة إلى حجرة والدها .. و لكن كان ممنوع له الزيارة تماما ..

نظرت نادين إلى والدها من النافذة الزجاجية للحجرة ..

لا .. من المستحيل أن يكون هذا هو والدها ..

كل هذه أسلاك ووصلات موصلة به ..

كانت نظرة دهشة و صدمة في نفس الوقت مرسومة على وجه نادين ..

لم تشعر نادين وشفتيها تتحركان

بابي .. أنا بحبك أوى …

و أخذت تبكي من شدة الحزن على والدها ..

كانت حالته يرثى لها ..

جلست نادين على كرسي أمام الحجرة .. في انتظار أي طبيب تسأله عن حالة والدها ..

أتدرون؟ … لم يكن هناك أي زيارات أخرى له

أتدرون؟ .. لم يكن في حجرة كبيرة الحجم كما كان المتوقع ..

أتدرون؟ .. لقد حمله أولاد البلد الغلابة الذين أكل حقوقهم في سبيل المال إلى المشفى بأيديهم ..

ما نفعه في تلك اللحظة؟ … لا شيء

من معه في تلك اللحظة؟ .. لا يوجد غير ابنتها التي حرمها من كل حقوقها في سبيل سلطته و نفوذه ..

هذا هو حال الدنيا ..

مهما أعطت .. ستأخذ ..

و مهما تخيلت أنها معك .. ستنقلب ضدك ..

إلا من هدى الله بقلب سليم ..

 

كانت تلك الأفكار تدور في رأس نادين مع دموعها المنسابة على وجنتيها ..

فتحت حقيبتها و أخرجت المصحف الذي لم تضعه إلا من حوالي ثلاثة أيام ..

و أخذت تقرأ بقراءتها المتعسرة ..

بسم الله الرحمن الرحيم … الرحمن .. علم القرآن .. خلق الانسان .. علمه البيان .. الشمس و القمر بحسبان ..و النجم و الشجر يسجدان . و السماء رفعها ووضع الميزان .. ألا تطغو في الميزان ..

العدل .. لقد فقد أبي العدل في حياته .. فحاسبه الله بالعدل في تلك اللحظة ..

معك الله يا أبي .. معك الله ..

بعد لحظات .. حضرت والدة نادين .. فقد علمت بالخبر من الجرائد .. جرت إليها نادين و احتضنتها بشدة .. فقد افتقدتها تلك الأيام .. و قبلت رأس أمها و يديها .. و احتضنتها أمها كثيرا ..

جلست نادين مع والدتها ينظرون إلى أبيها بعين الشفقة .. فتحت نادين المصحف و أخذت تكمل قراءتها

نظرت إليها والدتها و قالت: أول مرة أشوفك بتفتحي المصحف من غير رمضان يا نودي

نادين: الإسلام حلو أوى يا مامي .. أنا أول مرة أحس بطعم السعادة في حياتي زي دلوقتي ..

والدتها: الحجاب غيرك أوى يا نادين

نادين: للأحسن ولا للأوحش؟

والدتها: مش عارفة .. بس أنا لما قريت الخبر في الجرنال إن بابي طردك من البيت و لما اتصلت بيكي عشان أجيلك و أجيبك في العزبة و لقيتك مصرة على إنك تقعدي عند دينا .. أنا كنت حاسه إنك أد المسئولية أوى .. حلو الحجاب يا نادين؟

نظرت نادين إلى أمها بحب شديد و قالت: الحجاب أجمل لبس أنا جربته و ارتاحت له .. تعرفي يا مامي دلوقتي الناس بتبص لي في الشارع نظرة احترام كبيرة أوى .. كل ما أخرج مع أصحابي الجداد إللي حكيت لك عليهم .. باحس بنظرة حب و تقدير من الناس بطريقة أنا عمري ما حسيتها ..

والدتها: بجد يا نادين إنتي مبسوطة؟

نادين: مبسوطة دي كلمة صغيرة أوى يا مامي على إللي أنا حاسه بيه .. أنا هاطير من السعادة ..

أخرجت نادين جوالها من الحقيبة و فتحت نشيد .. كيف أنزعه ..

سمعته أمها و بكت هي الأخرى .. و علمت ما تقصده نادين بكلمة “هاطير من السعادة” .. جميل أن تجد لك هدفا تطير إليه ..

***********************************

15149_374660330160_720535160_10110430_1430709_n في المساء .. عادت نادين إلى الفيلا الخاصة بوالدها و معها أمها ..

فتح لهم عبده البوابة بصدر رحب حيث أنه يعلم بما حدث لرياض بيه ..

أول ما دخلت نادين الفيلا وجدت الهاتف يرن .. كانت دينا تطمئن عليها

سألتها نادين عما حدث مع علا الصحفية

دينا: يااااه .. دي اقتنعت بالفكرة جدا جدا .. و طارت بيها كمان

نادين: الحمد لله .. طب و هنبدأ إمتى ..

دينا: بتقولك لو عاوزة نبدأ من بكره مفيش مشكلة  .. زي ما تحبي

نادين: طب أوك .. قولي لرضوى و إيمان و غدير و نشوى على إللي حصل و خدوا خطوات .. أنا بس الدنيا عندي ملخبطة شويه .. أول ما أهدى كده هانضم ليكم على طول يا حبي .. أوك؟

دينا: أوك يا جميل .. يلا أسيبك تنامي بقى .. تصبحي على خير

نادين: و إنتي من أهله ..السلام عليكم

دينا: و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته

فيم تفكر نادين و صديقاتها لعمله؟ ..

ما هو هذا الأمر الجلل الذي يشغل نادين الآن؟ ..

انتظرونا في …

محجبة … رغم أنوفهم

Sunday, February 21, 2010

محجبة .. رغم أنوفهم جـــ 7

n680517965_8503

عادت نادين و دينا إلى منزل دينا بعد يوم حافل في الكلية ..

لم يعد هناك شك لدى نادين أن الحجاب فرض وهو أمر من عند الله سبحانه و تعالى ..

تشعر الآن أنها أمام مسئولية كبيرة .. و حياة شاقة تنتظرها ..

لماذا ؟ .. لأن مجتمعها الذي تعيش فيه ينتقد الحجاب .. غير الكثيرات اللاتي اعتدن ارتدائه منذ الصغر ..

حقا .. يا لها من نعمة لم تدركها الكثيرات من أمتنا ..

فالحمد لله ..

*************************************

قررت نادين منذ تلك اللحظة أن تتعلم أكثر عن هذا الدين العظيم الذي يتمثل في حجابها الذي ترتديه الآن ..

قررت أن تتخذ قرارات حاسمة في حياتها التي شعرت بمغزاها و الهدف منها ..

قررت أن تقف مع نفسها وقفة قوية .. تستطيع أن تواجه بها كل شيطان من الإنس يريد أن يجعلها تخلع الحجاب ..

فهي ما زالت هشة ضعيفة ..

إذا أتى بعض النسيم عليها .. ستنهار فورا .. و هي تريد أن تلحق نفسها قبل أن تغوص في غيابات هذه الدنيا ..

فتحت نادين اللاب توب الخاص بها ..

و قامت بعمل ملف اسمه …

الحجاب غير حياتي

و فتحت بعض المواقع التي اعطتها لها رضوى عبر الإيميل .. فالعلم نور

وقرأت أمورا كثيرة كانت تظنها طول الوقت إرهابا .. و لكنها نور من الله سبحانه و تعالى الذي أعطاه للناس هبه و رحمة بهم .. فمنهم من صدق .. و منهم من ضل السبيل ..

من بين الروابط  التي أرسلتها رضوى إلى نادين كان رابط لنشيد .. في نظر نادين هو أغنية بدون موسيقى فقط .. فهي لا تدري معنى كلمة نشيد بعد ..

نشيد .. كيف أنزعه .. لأحمد بو خاطر ..

كم سمعنا هذا النشيد .. كيف شعرنا به؟ .. كيف لمسنا كلماته؟ .. كيف فهمنا معانيه؟ ..

شعرت نادين بكل كلمة في النشيد و كأنها لها ..

و كأن هذه الكلمات مفصلة عليها ..

أخذت تبكي و تبكي و تبكي ..

أكثروا من عتابي

بعد لبس الحجاب

بت من قولهم في حيرة واضطراب

تذكرت نادين صديقتها رشا ..

إنتي خسرتي حاجات كتير أوى يا نادين ..

حدثوني فقالوا

مذ لبست الحجاب

خانكـ السعد عودي

حرة كالسحابة.

الولاد كلهم بيقولوا عليكي اتدروشتي ..و بيقولوا إن الست هانم إللي معاكي دي هي إللي سحرالك عشان تعملي في نفسك دا كله .. بصوا لنفسكوا في المراية بقى ..

.ولكن كيف كيف كيف أنزعه

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً

كيف لي أن أزيل

ذا الحجاب الاصيل

صارمني كبعضي

صرت فيه جليلة

أمسكت نادين بطرحة بجوارها قد خلعتها للتو .. و أخذت تحتضنها ..

لن أميط غطائي

رغم مر الجفاء

شرع ربي دليلي

لا هوي الادعياء

و أخذت تقبله .. و تبكي ..

جائني بالورود

ناصح ذو وعود

ربة الحسن عودي

للهنا والسعود

تذكرت والدها .. و اللحظات الأليمة التي جمعت بينهما آخر مرة .. و تبكي ..

جال فكري وحار

تارة بعد تارة

بت أسأل نفسي

هل أزيح الخمار

تذكرت نادين اللحظات التي فكرت فيها أن تخلع الحجاب .. و تبكي …

ولكن كيف كيف كيف أنزعه

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً

من يعش في الهدايه

لم يمل للغوايه

رب ثبت فؤادي

وامح عني الخطايا

رب ثبت فؤادي .. وامح عني الخطايا ..

من أراد السعادة

والعليا والريادة

فليقم شرع ربه

وليدم في العبادة

قامت نادين بلا أي تفكير يذكر ..

و سجدت لرب العالمين ..

******************************

فتحت نادين حقيبة اليد الخاصة بها .. و نظرت إلى كارت علا رشيد التي أخبرتها أن تتصل بها إذا أرادت أن تشارك في حملة ضد والدها ضد ما يفعله مع الحجاب ..

فكرت نادين كثيرا ..

إنه والدها .. كيف لها أن تقف أمامه و تحاربه؟ ..

مهما فعل فهو أبوها ..

ولكنها قررت الاتصال بتلك الصحفية لغرض في نفسها .. بالفعل اتصلت نادين من جوالها أخذ الهاتف يرن .. حتى ردت عليها علا ..

علا: السلام عليكم .. معاكم علا رشيد يا فندم ..

نادين: و عليكم السلام .. أنا نادين رياض السقا ..

علا: أهلا أهلا .. إزيكي يا حبيبتي .. إيه أخبارك؟

نادين: الحمد لله كويسة .. كنت عاوزة أقابل حضرتك ضروري لو ممكن ..

علا: طبعا طبعا .. تحبي بكره بعد الكلية؟ ..

نادين: يكون أفضل ..

علا: خلاص إن شاء الله أجيلك على الكلية زي إمبارح أوك ..

نادين : أوك .. السلام عليكم ..

علا: و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته ..

رمت علا سماعة الجوال على السرير .. و ألقت بجسدها على السرير أيضا بعد أن فتحت نشيد كيف أنزعه ..

و أخذ النشيد يدوي في جنبات الحجرة .. حتى نامت نادين ..

*********************************************

في مكتب رياض بيه ..

يجلس رياض بيه على كرسي مكتبه و الدم يظهر على جبينه من كثرة الغضب .. و بجواره أستاذ إسماعيل مرتبك بشدة .. و أمامه ثلاثة من أكبر الموظفين لدى رياض بيه ..

رياض بيه: يعني إيه الكلام إللي بتقولوه دا .. إنت مقدر معنى إللي إنت بتقوله دا يا حسن؟

حسن: أكيد يا باشا .. بس للأسف .. في خسارة فادحة جدا من ساعة ما فتحنا الملهى دا يا باشا ..

رياض: نعم يا خويا .. و الخسارة دي جت من إيه إن شاء الله

موظف 2: يا فندم حضرتك سحبت من أموال شركات حضرتك مبالغ ضخمة لإنشاء الملهى دا .. و طبعا في صفقات وقفت بسبب المبالغ إللي اتسحبت دي .. و لما قلنا لحضرتك قلت لنا مش مهم المهم إن الملهى يشتغل و هو إللي هيعيد الفلوس كلها تاني .. مش دا كلامك يا باشا

رياض بيه بمنتهى الانفعال: و حضرتك الملهى بيخسر ليه يعني مش فاهم؟

موظف 3: لإن إحنا كنا مقدرين إن في سياح من الخارج و من الخليج هيجوا عندنا بعد الافتتاح بس إللي حصل عكس كده ..

حسن: و السبب إن المطارات اتقفلت الفترة إللي فاتت بسبب أعطال و حرائق جسيمة الدولة مكانتش عاملة حسابها عليها .. و كل الرحلات السياحية لمصر اتأجلت .. و البلد مقلوبة بسبب الخبر دا

موظف 2: مفيش حل بقى غير إننا نبيع بعض الشركات في مناقصات و بكده نعوض العجز الكبير إللي حصل في الشركات …

رياض بيه: يعني إيه أبيع شركات من عندي .. إنت فاهم يعني إيه أبيع شركات

حسن: للأسف يا بيه فاهمين

رياض: يعني هفلس يا متخلفين .. على فكرة إنتو مش شايفين شغلكم كويس .. و كلكم مرفودين .. اطلعوا بره

ذهل الموظفين ذهولا تاما .. و خرجوا كلهم يجرون أذيال الهزيمة .. و التفت حسن مرة أخرى لرياض بيه

حسن: بكره هتعرف إيه معنى إللي إنت بتعمله دا كويس .. و أديك فلست و هتبقى على الحديدة

قام رياض بيه برمي إحدى القطع المكتبية على باب المكتب

رياض بيه: قلت لك اطلع بره

رياض بيه مختنق للغاية .. ماذا يحدث حوله .. سيخسر كل سيء في ثانية .. كل شيء .. كل شيء عاش من أجله سيفقده ببعض الأقدار التي لم يعمل لها حسابا ..

هذه هي جنود الله التي لا يعملها إلا هو .. و ما هي إلا ذكرى للبشر ..

ماذا سيحدث لرياض بيه؟ ..

و ماذا ستفعل نادين بإيجابيتها الصادقة؟

انتظرونا في ..

محجبة .. رغم أنوفهم

Thursday, February 18, 2010

محجبة .. رغم أنوفهم جــ 6

 

جلست نادين على الرصيف الخارجي للفيلا بعد أن طردها رياض بيه والدها من المنزل ..

لا تعرف ما وجهتها؟

ماذا تفعل؟

كيف ستعيش في غياب والدتها؟

لا تدري ..

سمعت صوت سيارة والدها خارجة من الفيلا ..وقفت قليلا السيارة أمام الفيلا .. ثم أكملت طريقها للخارج .. فجريت لتختبئ منه إلى أن بعد عن نظرها تماما ..

جريت نادين خائفة مرتجفة إلى عم عبده و قالت: افتح لي البوابة يا عم عبده

نظر لها عم عبده نظرة إشفاق وقال: أنا آسف يا ست نادين .. بس رياض بيه قالي ما تدخليش الفيلا إلا لما ……..

و سكت عم عبده .. فردت عليه نادين و قالت: أنا عارفة يا عم عبده .. بس أنا عاوزة أخد هدومي و كتبي و همشي خالص ..

نظر لها عم عبده و هو خائف و تلفت يمينا و يسارا ثم قال: طب يا ست هانم الله يخليكي بسرعة بسرعة لأحسن رياض بيه يجي في أي لحظة الله يخليكي

قالت نادين: أوك يا عم عبده .. افتح لي البوابة بقى

فتح عم عبده البوابة .. و جريت نادين إلى الداخل مسرعة ..

صعدت إلى حجرتها .. و أخرجت شنطة السفرو أخذت تجمع كل ملابسها .. القديمة و الجديدة .. السليمة و المصابة .. و جمعت كتب الجامعة الخاصة بها ..

في تلك اللحظة دخلت عليها دادة نعيمة طباخة المنزل .. و قالت: خلاص يا ست نادين إنتي كمان ماشية ..

نظرت لها نادين و قالت: معلش يا دادة .. أنا مقدرش أستغنى عنك أبدا .. بس لازم أخد موقف من والدي عشان يعرف إن الدنيا دي مش هتفضل حلوة كده في عينيه ..

أغلقت نادين شنطة السفر ثم تذكرت شيئا مهما وقالت لدادة نعيمة: ما تجيبيش سيرة لبابي إني جيت و لا أخدت أي حاجة و اقفلي الأودة دايما عشان ما ياخدش باله من حاجة .. عشان خاطري يا دادة …

دادة نعيمة: ما تقلقيش يا حبيبتي .. وربنا يرجعك إنتي والست الكبيرة للبيت يا رب

قالت نادين : يا رب

دادة نعيمة: ما تخافيش يا بنتي .. ربنا ما بيضيعش حد بيحبه أبدا .. اثبتي و ربنا معاكي

ابتسمت لها نادين و أحتضنتها بشدة .. و طلبت منها أن تدعو لها كثيرا

أخدت دادة نعيمة الشنطة و هبطت بها إلى الصالة و أخرجتها خارج الفيلا ..

حملتها نادين بصعوبة بالغة .. فلأول مرة تحمل هي شنطة سفرها بيديها .. بالنسبة لها .. هي أكثر من حياة توصفها بالشاقة .. لأن الرفاهية التي كانت فيها جعلتها لا تستطيع أن تتحمل المسئولية التي هي مصرة للغاية بتحملها ..

خرجت نادين من الفيلا تماما .. و سلم عليها عم عبده و أخبرها أنه سيدعو لها دوما أن تعود هي و والدتها إلى الفيلا ..

فالأمر أصبح لا يطاق تماما …

خرجت نادين و نظرت في شنطة يدها .. أخذت تتأكد من نقودها التي أخذتها من درج مكتبها حيث كانت تجمع بعض المال للـ (تحويش) فقط … لم تكن تدرك أنها ستحتاجهم يوما ما

اتصلت بموبايلها على دينا .. و أخبرتها بالأمر و انها تريد أن تبيت لديها و لو لبضعة أيام حتى تجد مكانا آخر تسكن فيه .. رحبت بها دينا و أخبرتها أن البيت واسع و يمكنها البيات لديها في أي وقت تريد ..

أوقفت نادين تاكسي و طارت به إلى منزل دينا ..

صعدت نادين إلى شقة دينا و دقت الجرس .. فتحت دينا و أخذت الشنطة عن نادين ..

سلمت نادين على جدة دينا .. و لكن جدة دينا كانت غاضبة و لا تعرف نادين السبب ..

شقة خمس حجرات .. و تسكن فيها دينا و جدتها فقط .. جميل .. سترتاح نادين أخيرا من اللف و الدوران ..

دخلت نادين إلى حجرة من الحجرات .. و أخذت تحكي لدينا ما حدث …

تعاطفت دينا مع نادين كثيرا .. و أعطتها بعض الملابس الجديدة لها التي لم ترتديها بعد و أخبرتها أنهم هدية منها لنادين لشجاعتها و تثبتها على الحجاب ..

باتت نادين تلك الليلة في حجرة من حجرات شقة دينا ..

ماذا سيحدث غدا؟ .. و كيف ستمر عليها الأيام على هذه الحال؟

يا رب  ………..

**************************************

وصل رياض بيه إلى مكتبه و هو في أشد لحظات الغضب ..

جرى إسماعيل خلفه كي يعلم ما يحدث ..

إسماعيل: مالك يا رياض بيه؟ شكلك متضايق من حاجة جامدة أوى

رياض بيه في شدة الغضب: مفيش يا إسماعيل .. خلصني عاوز إيه

إسماعيل: عاوز سلامتك يا باشا .. في شويه ورق كده عشان افتتاح النهارده .. كانوا مستنين إمضة حضرتك

رياض بيه: هاتهم بسرعة عشان مش فاضي

أخذ رياض بيه يمضي على الأوراق

وقبل أن يمشي إسماعيل قال: أنا عارف إن حضرتك متضايق .. بس الست الصحفية دي بتاعة الرأي الحر مصرة تقابل حضرتك عشان تعمل حوار عن …..

قبل أن يكمل إسماعيل كلامه قاطعه رياض بيه بمنتهى الغضب: أنا مش قلت الست دي ما تجيش هنا و أنا مش عاوز أشوفها .. إيه يا إسماعيل . إنت مش عارف شغلك كويس و لا إيه .. أروح أطردها بنفسي و لا إيه

إسماعيل بخوف: لا لا يا باشا .. هطردها يا باشا ..

قبل أن يخرج إسماعيل من حجرته ناداه رياض بيه و قال: و لا أقولك .. بلاش .. دخلهالي

خرج إسماعيل بيه و جاء و معه الصحفية المحجبة ..

رياض بيه بابتسامة لزجة: نعم .. أفندم حضرتك .. عاوزة إيه مني

قالت الصحفية ببرود: أنا جيت لحضرتك عشان مقابلة صحفية و بقالي أكتر من أسبوع باجي و برضو ما بادخلش مع إني واخدة ميعاد سابق من مدير مكتب حضرتك .. و بعدين أنا ….

قبل أنا تكمل كلامها انفجر فيها رياض بيه و قالت: إنتو إللي جايبن البلاوي للبلد .. إنتو سبب التخلف إللي البلد فيه .. إنتو سبب الهم إللي أنا اتنكدت بيه النهارده .. إنتو عاوزين إيه من البلد .. مش كفاية الإرهاب اللي خارج منكم

صدمت الصحفية بكلام رياض بيه و قالت: و مال الجريدة إللي باشتغل فيها و مال البلد .. دي حاجة و دي حاجة

رياض بيه: ما تستهبليش حضرتك .. أنا باتكلم على الهباب إللي إنتي مغطية بيه شعرك دا .. دا نوع من أنواع التخلف

صدمت الصحفية أكثر و أكثر .. و تراجعت بضع خطوات للخلف .. و قالت: شكرا لاستقبال حضرتك .. أنا ماشية

و خرجت الصحفية إلى خارج المبنى كله .. و لكن في عقلها كثير من الأفكار التي ستواجه بها رياض بيه نفسه …

***********************************************

فتحت نادين عينيها في الصباح لتجد دينا تجلس على سريرها

دينا: صح النوم يا ستي .. كل دا نوم .. دا إنتي أكنك ما نمتيش من زمن

نادين و هي شبه نائمة:  صباح الخير يا دينا .. هي الساعة تجيلها كام كده

دينا: فاضل ساعة و نص على المحاضرة الأولى .. ها تحبي تصحي و لا تاخديلك تعسيلة كمان

نادين: لا لا .. أنا هقوم على طول أهو .. هي تيتا فين؟

دينا: في أودتها . ما تقلقيش روحي الحمام زي ما إنتي عاوزة .. هي نص ساعة كده و تخرج من أودتها أصلها بتحب تقرا الجرايد طازة بطازة

خرجت نادين إلى الحمام و توضأت كي تصلي الصبح .. طبعا لما يكن قبل الشروق .. فهناك الكثيروالكثير عليها أن تتعلمه ..

بعد أن توضأت ارتدت ملابسها التي أعطتها لها دينا  .. و خرجت من حجرتها كي تجد دينا في الصالة و الفطار على السفرة ..

جلست نادين بجوار دينا لتأكل ..

نادين: أنا آسفة يا دينا على إللي بيحصل دا .. إن شاء الله هحاول أشوف مكان تاني أقعد فيه

دينا مسرعة: إيه يا نودي ما تقوليش كده عشان خاطري .. إنتي في عنيا من جوه .. و إن شاء الله الأمور تمشي أحسن من كده

نادين: يا رب

جاءت جدة دينا من الداخل و هي ترتكز على عصاها و بيدها الجرنال

جلست جدة دينا على السفرة للفطار .. و أشارت إلى الجرنال الذي بين يديها و قالت:

قريتوا جرايد النهارده؟

دينا: لا يا تيتا .. إيه .. في خبر مهم

جدة دينا: اقروا الخبر دا و شوفوا إن كان مهم و لا لأ

بالطبع نادين و دينا لم يمسكوا جرنال في حياتهم .. فهو بالنسبة لهم شيء يوجع العقل فقط .. فليس له أي داع ..

أخذت دينا الجريدة و قرأت ما فيه .. تغيرت ملامح دينا … تقطب حاجبيها .. و لحظات من الصمت

نادين: هو الخبر عن إيه يا دينا؟

أعطت دينا الجرنال لنادين و قالت: المهم ما تزعليش من إللي فيه

أخذت نادين الجريدة و هي متخوفة …و قرأت المانشيت:

“رجل الأعمال المعروف رياض السقا يطرد ابنته من الفيلا بسبب ارتدائها للحجاب”

قرأت نادين تفاصيل الخبر:

“من المعروف أن رياض السقا من رجال الأعمال الموالين للحكومة بشدة .. و قد منع الحجاب في مسارح الدولة و ساعد بشدة في منعه في جميع كافيتريات و ملاهي مدينة نصر و مصر الجديدة .. و قد صرحت الصجفية علا رشيد من جريدة الرأي الحر أنه قد أهانها بشدة في مكتبه بسبب ارتدائها للحجاب .. فليس بغريب عليه أن يطرد ابنته بعد أن ارتدت الحجاب .. للتفاصيل: صفحة 9”

أخذت نادين تفكر و تطاردها الأفكار ..

إيه دا؟

إيه إللي بيحصل في حياتي؟

هو أنا صح ؟ و لا بابي هو إللي صح؟

أنا ليه حياتي اتلخبطت زيادة بعد ما لبست الحجاب؟

أكيد في حاجة أنا مش فاهماها ؟

طب لو أنا غلط ..  طب إيه الدليل؟

طب لو أنا صح؟ هل تكفي الأدلة إللي معايا؟

أنا خايفة .. خايفة أوى .. خايفة موووووت

نظرت دينا في عيني نادين . وجدتها تدمع مرة أخرى ..

أخذت دينا نادين في حضنها و أخبرتها أن هذا الأمر طبيعي بسبب شهرة والد نادين في البلد .. فلابد أن يأخذ الموضوع شيء من الجدية و يهز الرأي العام..

و لكن نادين لم تستطع أن تنطق بأي شيء ..

نظرت نادين إلى جدة دينا .. وجدتها في حالة غريبة .. غاضبة و مشفقة .. هادئة و ثائرة . شعرت نادين أنه لا مكان لها في هذا المنزل .. و لكن .. ماذا تفعل؟ لا تدري ..

****************************************************

ذهبت نادين و دينا إلى الكلية كي ينسيا هذا الخبر المر ..

و بعد المحاضرة .. وجدت الطلبة و الطالبات ينظرون إليها نظرة تعجب و استنكار كبيرين .. أقرأوا الخبر؟ لا تدري ..

تزعزت نادين في فكرة الحجاب كثيرا .. و قررت في قرارة نفسها أن لو زادت الأمور عن ذلك ستخلعه يعني ستخلعه ..

جلست نادين و دينا مع رضوى و إيمان و غدير و نشوى ..

قالت رضوى: ما سمعتوش آخر نكتة ..

دينا: عشان خاطري يا رضوى بلاش النهارده .. إحنا مخنوقين شويه ..

إيمان: ليه يا حبي .. مالكم ..

نظرت نادين إلى دينا و كأنها تقول لها لا تخبريهن بشيء يكفي ما حدث

فترددت دينا و قالت: لا لا .. مفيش حاجة .. بس الواحد مخنوق أوى .. و عاوز يفوق

نشوى: طب إيه رأيكم نخرج النهارده نفك عن نفسنا شويه ..

دينا: لا برضو .. مش هينفع نخرج النهارده ..

غدير: أومال مالكم؟

نظرت نادين إلى البنات جميعهم .. و تحدث نفسها .. مستحيل يكون الحجاب دا غلط .. أنا حاسه إنه صح .. بس مش متأكدة

نادين: ممكن أسألكم سؤال؟

رضوى: طبعا يا حبيبتي اتفضلي

نادين: هو ليه الحجاب دا فرض ..

شعرت رضوى أن نادين ستتزعزع عن الحجاب .. فقالت: الحجاب فرض لحاجات كتير أوى .. الحجاب معناه قرب لربنا .. معناه إنه أمرنا و إحنا نفذنا .. رغم كل صعوبة و رغم كل إللي بيحصل حوالينا لكننا سمعنا كلامه .. إنتو عارفين أنا لبست الحجاب إزاي؟

نادين : لا منعرفش أكيد .. إحنا لسه عارفين بعض من كام يوم

رضوى: هههههههه .. ماشي يا حبي .. أقولكم .. أنا والدي عنده شركات استيراد و تصدير .. و كل همه إزاي يزود الفلوس بتاعته يوم بعد يوم و لذلك فهو للأسف ابتلاه ربنا بداء البخل الشديد .. و دخولي الكلية هنا بسبب المنظرة لا أكتر ولا أقل.. مرة بعتت لي إيمان رسالة على الميل بتتكلم عن الحجاب .. حسيت من الرسالة إنه أمر ضروري و مهم أوى في حياتنا .. قررت إني ألبسه .. لكن كان لازم أشتري لبس كتير مختلف عن الملابس إللي كنت بالبسها .. فطلبت منه إنه يديني فلوس عشان عاوزة ألبس الحجاب .. و يا ريتني ما قلت له .. زعق جامد أوى .. و قعد يثبت لي إن الحجاب دا كلام فاضي و مالوش أي لازمة في حياتنا .. كل دا عشان ما يدفعليش فلوس اللبس بتاعي .. المهم .. روحت أخدت هدومي القديمة وودتها عند الخياطةو أخدت فلوس من ماما عشان أدفعهملها .. و طلبت منها إن البلوزات تقيفها على بعض و تعمل منهم جيبة و البوديهات تزود عليها أكمام من بعضها .. طبعا الخياطة ضحكت عليا جدا .. بس أنا كنت مصرة ألبسهم .. تخيلوا بقى أول مرة لبست الحجاب كنت تكني كولور .. أحمر في أخضر في أسود .. و حاجات غريبة جدا .. ههههههههههههههههه

نادين: طب لما والدك شافك كده عمل إيه؟

رضوى: معملش حاجة .. المهم عنده إنه مش هو إلي دفع .. و أهو مات

نادين و دينا في نفس الوقت: مات؟؟

رضوى: آه و الله .. أخد إيه معاه بقى .. و لا حاجة ..

نادين: طب و بعدين؟

رضوى: و لا قبلين .. ماما كانت عاوزاني ألبس الحجاب بس كانت عاوزاني أنا إللي أحبه و أعوز ألبسه .. فطبعا إدتني مبلغ محترم من الورث و قالت لي اشتري إللي نفسك فيه

نادين: طب و هو ليه إنتي طرحتك طويلة أوى كده؟

رضوى: مش طويلة و لا حاجة .. في ناس بيلبسوا أطول منها .. بس أنا باحبها طويلة كده عشان هي المفروض تغطي على الأقل أول 3 زراير من قميصك .. إللي هما يعني المنطقة إللي فوق دي .. لحد هنا ..

و أشارت رضوى إلى أعلى بطنها بقليل ..

نادين: طب إنتي ليه مش قلتي لنا كده؟

رضوى: يا نور عيوني إنتي لسه لابسة الحجاب .. مينفعش أشدد عليكي كده .. إنتي واحدة واحدة هتبقى أجمل و أجمل بالحجاب بإذن الله

دينا: أنا عاوزة ألبس زيك كده يا رضوى بجد

رضوى: و الله يا دينا أنا مقدرش أقولك لأ .. بس اصبري لحد ما تتثبتي على الحجاب و تاخدي عليه و بعدين أعملي إللي إنتي عاوزاه يا حبي

نادين: إنتي بتجيبي المعلومات دي منين يا دودي؟

رضوى: مش أنا قلت لك إن في مصادر كتير للموضوع دا .. بصي .. هاتي إيميلك و أنا هنغنغك

و تضاحكا معا جميعهم ..

شعرت نادين أن الله سبحانه و تعالى يختبرها اختبارا صعبا جدا .. إما أن تنجح فيه .. و إما أن تفشل في اجتيازه ..

و بين أفكار نادين وجدت  فتاة محجبة تقترب منها و قالت لها: هو إنتي نادين رياض السقا؟

نظرت لها نادين و قالت: أيوه أنا .. في حاجة

قالت السيدة : أنا كنت عاوزاكي في موضوع مهم .. ممكن؟

نظرت نادين إلى البنات ثم إلى السيدة و قالت: طب بخصوص إيه حضرتك؟

قالت السيدة: ما تقلقيش دي هيا 5 دقايق على جنب بس

قامت نادين و هي متعجبة من الموقف و ذهبت مع السيدة

السيدة: أنا علا رشيد من جريدة الرأي الحر

تذكرت نادين الاسم .. هي تلك السيدة التي طردها رياض بيه والدها من مكتبه و جاء خبرها في الجرنال

نادين: نعم .. خير؟

علا رشيد: ما تقلقيش .. أنا عارفة إنك ممكن تضايقي مني إني قلت عن والدك كده في الجرنال .. لكن والدك للأسف بيقوم بمؤامرات كتير في الحكومة لوقف نشاط المحجبات في أي مكان في البلد .. و دا إللي مخليني ضده في أي مكان

نادين: طب حضرتك عاوزة مني إيه؟

علا رشيد: دا الكارت بتاعي .. وقت ما تبقي حاسه إن ممكن تساعدينا إننا نواجه والدك في الجرائد و في الدنيا كلها عن أعماله .. تبقي كلميني .. و ما ترديش عليا دلوقتي .. فكري الأول و بعدين كلميني ..

و تركتها الصحفية في حيرة من أمرها .. ما هذا الذي يحدث لها يا ربي؟ يا علام الغيوب فك الكرب ……

***************************************

domain-f5cd3e624f

عادت نادين إلى منزل دينا و أخبرت دينا أنها تريد أن ترتدي طرحة أطول من تلك .. فهي تشعر أن هذا سيرضي الله عنها أكثر و أكثر ..

وافقتها دينا .. و خرجن في المساء لشراء بعض الأقمشة لعمل طرح طويلة منها ..

**************************************

ذهبت نادين و دينا إلى الجامعة بزيهما الجديد …

ووجدا رشا صديقتها من الشلة القديمة في وجههما

رشا: إنتي خسرتي حاجات كتيرة أوى يا نادين .. إنتي مش حاسه باللي بيجرى حواليكي

نادين: إيه إللي بيحصل يا رشا .. الحجاب تاني عامل لكم أزمة؟

رشا: الحجاب عامل لك إنت أزمة … الولاد كلهم بيقولوا عليكي اتدروشتي ..و بيقولوا إن الست هانم إللي معاكي دي هي إللي سحرالك عشان تعملي في نفسك دا كله .. بصوا لنفسكوا في المراية بقى ..

دينا:

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً

صمتت رشا تماما ..

فقد نزلت عليها الآيات بشدة .. و دارت الأفكار في عقلها ..

رشا: مش عارفة أقولك إيه يا دينا .. بس … كل واحد فينا لازم يفكر مع نفسه تاني إن كان صح و لا غلط ..

وتركتهما رشا و ابتعدت ..

نظرت نادين إلى دينا و قالت لها: بجد إنتي كويسة أوى إنك تقولي لها الآية .. أنا لحد دلوقتي مش حافظاها ..

دينا: يا رب بس تكون سمعتها كويس .. بس على فكرة لازم نحفظها عشان نقدر نرد بيها على كل اللي بيقول الحجاب دا مالوش لازمة …

و دخلت نادين و دينا إلى الدنيا الجديدة اللاتي بدأنها منذ عدة أيام ..

من يهده الله فلا مضل له .. و من يضلل فلا هادي له

ترددت تلك الكلمات في أذن نادين .. و أخذت ترددها طول المحاضرة ..

من يهده الله فلا مضل الله .. و من يضلل فلا هادي له

من يهده الله فلا مضل الله .. و من يضلل فلا هادي له

من يهده الله فلا مضل الله .. و من يضلل فلا هادي له

من يهده الله فلا مضل الله .. و من يضلل فلا هادي له

من يهده الله فلا مضل الله .. و من يضلل فلا هادي له

إلى لقاء آخر مع …

محجبة .. رغم أنوفهم

محجبة .. رغم أنوفهم جــ 5

جلست نادين و دينا مع صديقاتهما الجدد ..

رضوى .. و نشوى .. و إيمان .. و غدير ..

وجدت نادين روحا مختلفة تماما مع هذه المجموعة الجديدة …

روحا تطلب روضة من رياض الجنة ..

و نشوى في حب الله ..

و إيمان في القلب يثبت ..

و غدير الجنة بمائه العذب …

حقا .. أجمل صحبة .. بخير لقاء ..

جلسن جميعهن في كافيتيريا الكلية .. و الكل يتلفت إليهن و ينظرن جميعا إليهن نظرة تعجب و استنكار ..

قالت رضوى: ما تيجوا النهارده نعمل ورد قرآن سوا

نظرت نادين لرضوى بتعجب و قالت: يعني إيه ورد يا دودي؟

ردت غدير و قالت: ورد دا يعني جزء .. صغير أو كبير من المصحف .. بنقراه كل يوم

دينا:الله .. إنتو عرفتوا دا لوحدكوا يعني

نشوى: هههههه .. لا يا جميل .. بس في ناس بيحبوا الإسلام و بينشروا حاجات حلوة زي دي كتير عشان نعملها و نقرب بيها لربنا

نادين: طب و أنا أعرف الناس الكويسين دول منين؟

إيمان: أقولك يا ستي .. يعني مثلا ليهم شرايط كاسيت .. ليهم دروس على الإنترنت .. ليهم كتب .. و هكذا يعني

نظرت نادين في عيون صديقاتها الجدد .. و لم تدرك أن هناك بعض الدموع التي نزلت على وجهها .. هل من شدة الفرح بتك النعمة التي أنعم الله عليها بها؟ .. أم أنه للخوف الشديد مما ينتظرها بسبب هذا الغطاء الذي غطت به شعرها؟ .. لا تدري

التفت الفتيات حولها و أخذن يحتضنها .. و قد أجهشها البكاء .. و كل واحدة منهن تعطيها بعض الكلمات التي تهدئها بها ..

انتهى اليوم الدراسي .. و قد أعطت رضوى بعض الكتيبات الصغيرة لنادين و دينا و قد أوصتهن بقراءتها ..

و لكن .. ماذا يخبئ لها القدر… وماذا سيحدث عندما تذهب إلى المنزل؟ ..  هذا ما كانت تفكر فيه نادين و هي تودع صديقاتها عند بوابة الكلية

**********************************************

- حمدا لله على السلامه يا رياض بيه

كان هذا عم عبده بواب فيلا رياض بيه .. فقد عاد رياض بيه لأخذ بعض الأوراق من فيلته للضرورة القصوى ..

متى رأى ابنته و اطمأن عليها؟ … لا يهم

متى تحدث مع زوجته و حكى لها عن مشاكله و سمع منها ما تريد أن تخبره به؟ … أيضا لا يهم ..

أهم شيء أن ينهي مشروع الملهي الليلي الذي يحلم بانهائه اليوم ..

سيقص الشريط اليوم في السهرة و يحتفل مع كل الناس من حوله …. إلا أهل بيته .. ابنته و زوجته ..

دخل رياض بيه إلى الفيلا و صعد مسرعا إلى حجرة مكتبه ..

نظرت له زوجته بعين غير راضية .. و قالت:

مش عوايدك يعني راجع بدري النهارده؟

لم يرد عليها و تجاهلها تماما .. اكتفت بسكوتها السابق و غموض عمله الذي لا تعرف عنه أي شيء .. فقامت و كل عينيها مليئة بالشر و صعدت إلى حجرة المكتب و كان هذا الحوار غير البناء و المناقشة الهدامة بينهما…. هذا و إن اعتبرناه حوارا ..

زوجته: بجد إنت انسان لا تطاق .. أنا مش قادرة استحمل منك أكتر من كده .. إنت مش حاسس إنت بتعمل فينا إيه .

تجاهلها رياض بيه تماما و كأنها غير موجودة بالحجرة و أخذ يبحث في أوراق مكتبه بحثا عن ذلك الملف اللعين الذي لا يدري أين وضعه ..

زوجته: هو أنا كرسي في البيت عشان تتجاهلني بالشكل دا .. دي مش عيشة بالمرة إلي إنت معيشهالنا دي

نظر لها رياض بيه و كل عينه شر و لكن مع ذلك قال بهدوء تام: لو عاجبك أهلا و سهلا .. لو مش عاجبك الباب يفوت جمل

نظرت زوجته إليه و هي مصدومة .. أبعد كل تلك السنين الماضية يطردها من بيته بكل سهولة؟ .. يا لها من حمقاء أن تجلس معه في منزله مرة أخرى ..

نظرت زوجته إليه و عينيها حمراوتان و مليئة بالدموع ولكنها كانت تحاول أن تكون قوية تجاهه و قالت:

يبقى تطلقني يا رياض .. و دا آخر كلام عندي

و تركته و ذهبت إلى حجرتها و جمعت كل ملابسها و ارتدت ملابس الخروج و خرجت من بوابة الفيلا ..

*****************************************

في تلك اللحظات البائسة .. كانت نادين عند بوابة الفيلا .. وجدت والدتها تخرج من  الفيلا و قد ملأت الدموع عينيها .. فشعرت أنها النهاية .. إما أن أمها قد طُلقت .. أو أنها طلبت الطلاق

اقتربت نادين من والدتها و قالت: رايحة فين يا مامي؟

نظرت والدتها إليها و عينيها المليئتين بالدموع و قالت: رايحة في داهية .. رايحة في أي مصيبة أخرج بيها من البيت دا .. أنا هسافر عند أهلك في الفيوم .. و هو بقى لو عاوزني يبقى يسأل على الكرسي إللي خرج من البيت

نادين: و هتسيبيني يا مامي؟ و أنا أروح فين؟

احتضنت والدة نادين ابنتها و قالت: كان نفسي أخدك معايا .. بس مش عاوزة أوقف دراستك .. بس أول ما الإجازة تيجي هابعتلك عشان تيجي و تقعدي في العزبة معايا

تخبطت الأفكار في عقل نادين .. أبعد أن ارتدت الحجاب و كرمها الله بصحبة صالحة مثل التي معها .. يحدث كل هذا .. ماذا يريد أن يخبرها الله سبحانه بتلك الأحداث الغريبة؟ .. لا تدري

نادين: أوك يا مامي .. بس ما تنسيش تتصلي بيا ضروري .. و ما تنسينيش

احتضنت والدة نادين ابنتها مرة أخرى و قالت: بحبك أوي يا نودي و هتوحشيني ..

و تركتها والدتها و خرجت خارج الفيللا .. و نادين تنظر لها بعين الشفقة ..

***********************************

دخلت نادين إلى الباب الرئيسي للصالة .. فوجدت والدها ينزل على السلم و معه أوراق يقرأها بعناية ..

خائفة .. حائرة .. سائلة ماذا سيفعل بها عندما يراها بالحجاب؟ .. لا تدري

وقفت نادين مكانها و يملأ قلبها الخوف الشديد .. ونزل والدها آخر درجة من السلم و قال: إزيك يا ……………….

………………………………………..

………………………………………..

………………………………………..

………………………………………..

لحظات من الصمت الرهيبة جدا ..

نادين ستبكي .. حتما فدموعها في عينيها الآن تأبى الهبوط …

خائفة؟ … كلمة خائفة قليلة على موقفها الآن؟ .. ماذا تفعل .. ماذا تفعل .. أتسلم عليه و تجري إلى السلم هاربة منه .. لا .. لن يجدي أي شيء الآن … ستنتظر القدر ..

أبعد خمسة أيام لم تراه فيها يكون ذلك اللقاء المتوتر جدا ..

أشار والدها إلى حجابها باستهزاء و قال: إيه إللي إنتي لابساه دا ..

قالت و كلها خوف و رهبة من الموقف: دا حجاب يا بابي

رياض بيه بمنتهى الغضب: حجاب .. حجاب إيه يا أم حجاب .. ولبستيه إمتى دا إن شاء الله

نادين: لبسته من خمس أيام ..

رياض بيه: البتاع دا لو ما قلعتيهوش يبقى ما تقعديش في البيت دا تاني .. إنتي فاهمة

نادين تحاول أن تجمع كل قوتها و قالت: بس أنا مصرة إني ألبسه .. أنا مرتاحة كده

اقترب رياض بيه منها و صفعها صفعة هائلة على وجنتها .. مالت على إثرها نادين و أجهشت في البكاء من الصدمة ..

رياض بيه: عشان تعرفي إزاي تعندي معايا كويس ..

و جري إلى السلم و صعد و دخل حجرة نادين ..

جرت نادين إلى حجرتها .. ماذا يفعل والدها هناك .. لا تدري

و يا للصدمة .. دخل والدها إلى حجرتها و قام بفتح الدولاب و إصابة كل ملابسها الجديدة المحتشمة ..

قطع الجيبات .. قطع البلوزات .. قطع كل الإيشاربات الجديدة ….

كل شيء ..

كل شيء ..

جرت إليه نادين لتمنعه .. ولكنها ضربها مرة أخرى و قال بغضب: إنتي و أمك ناويين تموتوني .. واحدة طالبة الطلاق و التانية لابسة حجاب و انا إللي بحاربه بكل الطرق في أعمالي كلها .. إنتي أكيد عاوزة تنقطيني … إنتي لا بنتي و لا أعرفك

و مسكها من ذراعها و جرجرها على السلم و طردها من باب الفيلا و قال: البيت دا ما تدخليهوش تاني لحد ما تقلعي الجهل إللي على راسك دا .. إنتي فاهمة ..

و أغلق الباب في وجهها ..

ماذا ستفعل نادين؟

أين ستذهب؟

ما موقفها تجاه حجابها الجديد الذي لم تكمله بعد؟

هل سترتقي خطوة أخرى في حجابها .. أم ستخلعه عنها لما فعله بها و بحياتها؟

انتظرونا في

محجبة .. رغم أنوفهم

Sunday, February 14, 2010

محجبة.. رغم أنوفهم جــ 4

 

يجلس رياض بيه في مكتبه كالعادة .. و دخل عليه أستاذ إسماعيل ليخبره بخبر مهم جدا ..

إسماعيل: رياض بيه .. في حاجة مهمة لازم أقول لحضرتك عليها

رياض بيه: إيه يا إسماعيل خضتني . إيه اللي حصل؟!!

إسماعيل: لا يا بيه ما تخافش .. بس في قرار نزل من الوزارة بعدم دخول أي محجبة في مسارح الوزارة عامة و خاصة الشباب الصغير ..

رياض بيه: طب و إيه المشكلة يا إسماعيل ..

إسماعيل: أصل إحنا عندنا بنات في المسارح إللي حضرتك اجرتها من الوزارة عشان تقدم عليها عروض السنة دي .. فاكر يا باشا

رياض بيه: أيوه ..لما الوزير طلب مني تأجيرها عشان يخلصلي الصفقة الأخيرة دي .. و بعدين؟

إسماعيل: أصل عندنا بنات محجبات كتير أوى في المسارح بتاعتنا .. أعمل معاهم إيه؟

رياض بيه: و دا موضوع تفتحه معايا يا إسماعيل .. ترفدهم طبعا .. بلاش تبقى تفتح معايا مواضيع تافهة زي دي يا إسماعيل فاهمني ..

رد إسماعيل بارتبا: أوامراك .. أوامرك يا رياض باشا

كاد أن يخرج إسماعيل من الحجرة و لكنه تذكر شيئا مهما فتلفت مرة أخرى لرياض بيه و قال: طب والكافيتيريات إللي في مدينة نصر و مصر الجديدة .. برضو نلغي موضوع المحجبات فيها ؟

رد رياض باشا في غضب: هو إحنا لما بيجيلنا قرار من الوزارة بنقعد نتناقش فيه كتير يا إسماعيل .. نفذ و ما ترجعليش في الحاجات اللي مالهاش لازمة دي .. أنا عارف بيتحجبوا ليه دول …

***************************************

ذهبت نادين إلى الكلية وهي في قمة السعادة .. لأول مرة تأخذ قرارا حاسما في حياتها ..ولكنها تخاف من رد فعل والدها إن علم ذلك .. و ماذا سيقول صديقاتها عنهاعندما يرونها .. ستترك هذه الأمور لوقتها

دخلت نادين المحاضرة و رأسها مطأطأة و كأنها لا تريد أن يعرفها أحد .. و جلست بجوار رشا ..

رشا: سوري بس المكان دا محجوز لنادين

نادين: طب ما أنا نادين

نظرت رشا إلى نادين في تعجب و قالت: و إيه إللي إنتي عاملاه في نفسك دا

نادين: ستايل جديد .. حلو؟!!

رشا: دا ستايل مهبب .. فين يا بنتي تسريحة شعرك الجنان إللي بتعمليها .. دا بنات الدفعة كلهم هيموتواو يقلدوها

نادين : يعني ..شوية تغيير في حياتي .. عشان أحس إن ليا قيمة

رشا: مش ممكن يا نادين بجد .. أكيد البت إللي اسمها دينا دي لحست دماغك

و لم تنهي رشا كلمتها .. حتى دخلت دينا المحاضرة .. و للمفاجأة .. قد ارتدت هي أيضا الحجاب ..ولكنها ارتدته على جيب جينز و بلوزة قصيرة نوعا ما .. و لكنها خطوة جبارة بالنسبة لتلك المجموعة

رشا: إنتو أكيد اتجننتوا إنتو الاتنين .. أنا ماشية

و أخذت رشا كتبها وقامت من مكانها و جلست في المدرجات المجاورة ..

و جاءت دينا و جلست بجوار نادين ..

دينا: مش قلت لك هتغيري رأيك لما تسمعي الشريط ..

نادين: بس أنا خايفة أوى ..

دينا: ليه يا حبي ..

نادين: عشان حاسه إن بابي هيطربأ الدنيا لو عرف إني لبسته .. مش عارفة أعمل إيه

دينا: معلش .. لازم في الأول كده .. ما أنا جدتي مكانتش موافقة .. بس بكلمتين حلوين خلتها توافق ..

نادين: بس بابي صعب موت .. ربنا يستر ..

دينا: بس بجد .. حسيتي بإيه لما لبستيه؟

سكتت نادين بضع ثواني ثم قالت: حسيبت إني أول مرة في حياتي أعمل حاجة صح و بجد .. حسيت إن في حاجة كانت غلط أوى و بعدين صلحتها …

دينا: بس ممكن أسألك سؤال يا نادين؟

نادين: طبعا

دينا: مش حاسه إن المفروض إنك تدخلي شعرك كله جوه .. و يعني لبسك يبقى واسع حبه كمان ..

فكرت نادين في كلام دينا و قالت: بس أنا معنديش لبس واسع .. كله ضيق ..

دينا: طب ما تيجي النهارده ننزل نشتري لبس جديد .. عشان حياتنا الجديدة إللي إحنا بدأناها سوا دي؟

نادين: أوك .. موافقة جدا

***************************************

بعد المحاضرة .. جاءت كل شلة نادين .. بما فيهم هيثم و باقي الأولاد الذين يعرفون صديقات نادين .. و أخذوا يقنعون دينا و نادين أن الحجاب ليس فرضا وأنه ليس من ديننا .. و أنه غير مقبول في مجتمع الناس (الهاي) ..

بعد هذه المناقشة الحادة …تزعزت روح المغامرة عند نادين بعض الشيء .. فقامت دينا بمناقشتها حتى بوابة الكلية ..

دينا على اقتناع تام أن هذا الأمر جد مهم .. وذلك لأن عندها في العائلة محجبات ..

و لكن نادين .. مقتنعة بأمر الحجاب .. ولكن … لا يوجد من يعينها على الحجاب في عائلتها و أسرتها .. فكيف لها أن تستمر ..

اتفقت دينا مع نادين أن يخرجن سويا إلى المول كي يشترين بعض الملابس المحتشمة بعض الشيء …

************************************

عادت نادين إلى منزلها .. فقابلتها أمها …

نظرت أم نادين إليها و قالت: لبستيه خلاص يا نودي؟

نادين: نفسي البسه يا مامي .. نفسي أحس إني باعمل حاجة صح و لو مرة في حياتي

والدتها: يعني مش هتعملي الصح غير بالحجاب يا نادين؟

نادين: ادعي لي يا مامي .. ادعي لي بس إني أقدر عليه ..

احتضنت نادين والدتها و بكت .. لا تعرف لماذا بكت .. و لكنها شعرت بالراحة لهذا الأمر .. و أخبرت والدتها أنه ستخرج مع دينا بعد المغرب إلى المول لشراء بعض الملابس المحتشمة ..

و قبل أن تخرج نادين مع دينا .. بدأت تبحث على الإنترنت عن صفات رداء المرأة المسلمة ..

لأول مرة تكتب على الكي بور كلمة إسلام ..

لأول مرة تعرف الكي بورد كلمة مسلمة ..

حياة أخرى .. بمعاني أخرى ..

**********************************

ذهبت نادين إلى الكلية بالملابس الجديدة الأكثر احتشاما .. فقد اشترت جيبات و بلوزات .. و تونيكات و بنطلونات واسعة .. على الأقل شعرت ببعض التغيير في حياتها ..

و كأن الله أراد لنادين أن تتثبت على ملابسها الجديدة .. فجاءة مجموعة المحجبات اللاتي كن يجلسن في الطاولة المجاورة لمجموعة نادين و قالت إحداهن و تدعى رضوى

رضوى: مبرووووووووووك عليكم الحجاب .. بجد وشكم منور أوى

نادين و دينا في نفس الوقت: مرسي ..

قالت فتاة أخرى: لازم نعزمكم على حاجة عشان الخبر الجميل دا ..

ذهبت نادين و دينا مع رضوى و صديقاتها إلى الكافيتريا .. فقد تركتهن صديقاتهن بسبب الحجاب .. و لكنهما تثبتا لأنهما يعرفان كيف أنهما سيجدان الكثير من المتاعب في هذا العالم الغريب عن الحجاب الذي يعشنه .. و من يومها قد أصبحت شلة المحجبات الجديدة هي شلة نادين و دينا ..

كيف علم والد نادين بأمر الحجاب؟

و ماذا فعل معها؟

تابعونا في

محجبة …. رغم أنوفهم

Saturday, February 13, 2010

محجبة … رغم أنوفهم جــ 3

بعد ما صلت نادين العصر.. جلست تفكر في الكلام الذي سمعته في الشريط ..

هل الحجاب فرض بالفعل؟ .. هل لابد أن تفكر لأول مرة بجدية في أمر ما

النادي .. الشلة .. الحفلات .. هذا كل ما يملأ تفكيرها ..

لأول مرة ستفكر في موضوع بجدية تحتاج منها إلى تركيز ..

و لكن … لماذا ظنت حسن النية في هذا الشريط ..

ماذا لو كان المتحدث بداخله إرهابيا .. أو هذا الحديث الذي سمعته كان حديثا خاطئا و ليس له أساس من الصحة ؟؟

من الممكن أن يكون هذا الشخص له موهبة في جذب انتباه الناس بكلامه الجذاب و المعسول؟ .. ربما

و لكن كيف تتأكد بنفسها من صحة ما سمعته؟

أتسأل والدتها .. و لكنها تعرف جيدا رأي والدتها في الأمر من قبل

قامت نادين و فتحت الاب توب الخاص بها .. ماذا تكتب على جوجل؟ … كلمة واحدة … الحجاب

العديد و العديد من المواقع قد أتيحت أمامها .. و لكن ما لفت نظرها بعض المانشيتات …

مروة الشربيني … شهيدة الحجاب … لماذا وصفوها بالشهيدة .. أليسوا الشهداء هم من يموتون في فلسطين فقط

الحجاب دليله في القرآن و السنة ..أدلة كتيرة بتتكلم على الحجاب في القرآن و أحاديث بتأكد الموضوع دا

لماذا تحجبت حنان ترك؟ … فعلا .. إيه سبب حجابها؟؟ .. أكيد في سبب مهم و قوي للموضوع دا

أذن المغرب .. فقامت نادين و صلت المغرب و عادت مرة أخرى بكل تركيزها أمام شاشة اللاب توب ..

فتحت والدة نادين باب الحجرة .. فوجدت نادين منهمكة في النظر لشاشة اللاب توب ..

قاالت والدة نادين: إيه يا نودي .. ما جيتيش تقعدي معانا تحت ليه؟

قالت نادين بارتباك و هي تحاول أن تخفي شاشة اللاب توب عن والدتها: أبدا .. أبدا يا مامي .. أصل ورايا بحث ضروري أوى  ولازم أخلصه النهارده ..

قالت والدة نادين: و عن إيه البحث دا بقى؟

سكتت نادين بضع ثواني ثم قالت: و من إمتى يا مامي بتعرفي الأبحاث إللي بعملها بتتكلم عن إيه يعني

ضحكت والدة نادين و قالت: أوك يا حبيبتي .. بعد ما تخلصي تبقي تعالي اقعدي معايا شويه .. لأحسن باباكي مش راجع النهارده كالعادة .. و أنا مبقيتش أطيق أقعد لوحدي بالطريقة دي .. ما علينا بقى

قالت نادين: إنتي لسه بتفكري في موضوع الطلاق دا

سكتت والدة نادين ثم قالت: مش عارفة .. بس بالشكل دا .. متبقاش حياة .. لا بنخرج و لا نقعد مع باباكي تماما .. أنا مبقيتش طايقة القاعدة في البيت .. و والدك مش عاوزني أشتغل .. أصله نسي رياض بتاع زمان .. و مبقاش دلوقتي فيه غير رياض بيه و بس

قالت نادين: حاولي يا مامي متفكريش في الموضوع دا .. إن مكانش عشانه .. يبقى عشاني أنا ..

احتضنت والدة نادين ابنتها و دمعت عينيها بعض الشيء ثم قالت : أوعدك يا حبيبتي .. المهم دلوقتي تخلصي البحث و تيجي تقعدي معايا شويه تحت بقى .. أوك

نظرت نادين إلى والدتها وقالت: أوك يا مامي

قبلت والدة نادين ابنتها على جبتها و خرجت من الحجرة ..

فكرت نادين في كلام والدتها .. ثم نظرت إلى شاشة اللاب توب و قالت في نفسها: ميعرفوش الناس عندها مشاكل أد إيه .. و بيقولولي الحجاب ..

لكن فضولها جعلها تنظر مرة أخرى إلى شاشة اللاب توب .. و فتحت رابط آخر .. و كان يتحدث عن كيف يحب الله عبده .. في الظاهر ظهر لنادين أنه ليس له علاقة بالحجاب .. و لكن .. لفت نظرها بعض الكلمات التي رنت في أذنها ..

يحب الله عبده عندما يطيعه و يستمع لكلام ربه و ينفذه بكل حب

يحب الله عبده عندما يعلم أن هناك أمرا يغضب ربه .. فيبتعد عنه ولا يقوم بعمله مرة أخرى

يحب الله عبده .. فيبتليه .. ليختبره و يرى فيه العبد الصالح الذي يرجع كل الأمر إلى ربه قبل أي انسان آخر

يحب الله عبده ..فينير قلبه بنور الإيمان .. و يجعله يفكر في طاعات كانت غائبة عنه ..كي يقترب من ربه أكثر

يحب الله عبده ..

يحب الله عبده ..

يحب الله عبده …

…….……………………….

…………………………….

……………………………..

بدأت تفهم نادين ما يجري حولها .. هناك مدبر لهذا الكون لابد أن نقدره و نقدسه .. لابد أن نحترم أوامره و ننفذها و لو على رقابنا ..

سأرتدي الحجاب مهما كان الثمن

**********************************

دخل رياض بيه الفيلا حوالي الساعة الثالثة صباحا ..

صعد إلى حجرته .. و خلع حذاءه و بذلته .. و تأهب للنوم ..

قامت والدة نادين من نومها وصوتها كمن لم يستطع أن ينام من شدة التفكير

و قالت له: إحنا بعد كده هنظبط الساعة على ميعاد وصولك يا رياض .. كل يوم تخرج من صباحية ربنا و مترجعش غير آخر الليل .. دي مبقيتش عيشة

قال رياض و هو متأفف: إن كان عاجبك

قالت زوجته بضيق: مش عاجبني يا رياض

قال رياض: يبقى نامي أحسن

زوجته: حسبي الله و نعم الوكيل فيك يا رياض .. بجد أنا في يوم من الأيام هاتصرف تصرفات مش هتعجبك .. بس ماسكة نفسي عشان بنتك المسكينة

رياض: و مسكنتيها إمتى حضرتك

زوجته: بنتك بقالك 4 أيام ما شافتش وشك و لا تعرف إنت بتعمل إيه حرام عليك إلللي بتعمله في بنتك دا

رياض: ارحميني بقى .. كل يوم على الموال دا .. أنا زهقت بجد

زوجته: و أنا كمان زهقت من أسلوبك القاسي و الناشف إللي بتعاملنا بيه دا .. حسبي الله و نعم الوكيل

سكت رياض و وضع الوسادة فوق رأسه و تأهب للنوم …

رقدت زوجته على الجانب الآخر و ظهرها له و أخذت تبكي و تبكي .. وقالت في نفسها: لو نادين اتحجبت زي ما بتقول و لا هيعرف أساسا .. دا تلاقيه ناسي شكل بنته

**********************************

في اليوم التالي .. قامت نادين من سريرها و هي شبه نائمة .. فلم تستطع أن تنام نوما كاملا هذه الليلة .. فعقلها ملئ بالأفكار ..

توضأت نادين و ارتدت ملابسها .. بنطال جينز و بودي بكم ..

و بحثت عن إيشارب كان الوحيد لديها فكانت تستخدمه كشال لبعض الفساتين الخاصة بها .. و لفته حول شعرها بطريقة السبانج و أخرجت (قصتها) من تحت الإيشارب بعض الشيء ..

لم تكن نادين تعرف كيف تلف الطرح بطريقة سليمة .. و لكنها حاولت أن تأخذ خطوة واحدة سليمة في حياتها (الملخبطة) هذه ..

خرجت نادين من باب الفيلا دون علم والدتها ووالدها .. هذا إن كان والدها في الفيلا أساسا .. فهي لا تعلم بوجوده منذ عدة أيام ..

خرجت و كأنها تختبئ من الناس ..

و رغم هذه الخطوة البسيطة إلا أنها كانت سعيدة للغاية . فلأول مرة تشعر بأهمية

تلك الحياة التي تعيشها ..

إلى لقاء آخر في

محجبة .. رغم أنوفهم

Wednesday, February 10, 2010

محجبة … رغم أنوفهم جـ 2

في مكتب رياض بيه .. يجلس رياض بيه على كرسي المكتب و أمامه أستاذ إسماعيل و شخص آخر ..

رياض بيه: طب و الـ night club دا عامل لي دراسة له ولا إيه؟

موظف في الشركة: أكيد يا رياض بيه ..

و يعطيه بعض الأوراق ..

موظف الشركة: دي أسعار الخمور المطلوبة .. و دي أسعار الراقصات الأجانب إللي هيجوا يحيي ليالي المكان يعني ..

رياض بيه: عظيم .. عظيم

موظف الشركة: يا ريت حضرتك تمضيلنا عليها و التنفيذ هيقوم فورا ..

رياض بيه: و آدي إمضتي يا سيدي .. اها …

يبتسم إسماعيل ابتسامه خبيثة و يقول: دي صفقة العمر يا رياض باشا .. هتجيب فلوس مالهاش عدد

رياض بيه: قول ما شاء الله يا إسماعيل .. إنت عاوز تحسدنا و لا إيه

إسماعيل: هو أنا أقدر يا رياض باشا .. دا خيرك مغرقني و لحم كتافي من خيرك يا باشا ..

****************************

في اليوم التالي .. قابلت نادين دينا في الكلية .. و أخذت منها الشريط الذي حدثتها عنه .. و عادت إلى المنزل مرة أخرى و هي مترددة في سماع هذا الشريط الذي هو بين يديها الآن …

و لكنها لما رأته من صديقتها دينا .. أرادت أن تشاركها على الأقل في أفكارها ..

دخلت نادين الفيلا الخاصة بأسرتها .. وجدت والدتها في صحبة بعض النساء في الصالون ..

والدة نادين: إيه يا نودي اتأخرتي النهارده أوى ليه كده؟

نادين: هاي يا مامي .. كان عندي محاضرة زيادة النهارده .. بس خير بقى خلصت أهي و خلاص ..

التفت نادين للنساء الحضور و سلمت عليهن جميعا و صعدت إلى حجرتها ..

أتسمع الشريط أولا .. أم تصلي العصر؟؟ .. لا بل تسمع الشريط أولا فالعصر ما زال فيه بعض الوقت .. و لن يضر شيئا إن صلته مع المغرب .. لن يضر ..

أخذت نادين بالشريط و وضعته في جهاز (الووكمان) و بدأت تسمع …

إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه و نستغفره …

الله الكلام دا حلو أوى .. أول مرة أسمعه

و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ..

عمري ما فكرت إن ليا ذنوب ممكن تكون من سيئات أعمالي

من يهده الله فلا مضل له .. و من يضلل فلا هادي له ..

تقريبا كده يعني إن ربنا هو إللي بيهدي الناس ..

و نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. و أن محمدا عبده و رسوله

جسمي بيقشعر أوى .. أول مرة أحس الإحساس دا في حياتي

و بدأت نادين تسمع الدرس .. و لم تدرك كم هذه الدموع التي انهمرت على وجنتيها في كل آية قرآنية تسمعها .. و كأنها لأول مرة تقرأها .. إن كانت تقرأها صحيحة أساسا .. فلغتها العربية (مكسرة) جدا ..

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً

نساء المؤمنين .. يبقى أكيد قصده على الستات بتوع زمان .. مش دلوقتي يعني ..

لم يخص الله سبحانه و تعالى أزواج و بنات النبي بس .. لكن دا كمان قال نساء المؤمنين .. من عهد النبي صلي الله عليه و سلم لحد يوم القيامة .. كل المؤمنات ….. ها بقى .. إنتي مؤمنة؟؟؟ طب فين حجابك؟!!!

حجابي؟!! … يعني أنا لازم أتحجب؟!! … يعني الحجاب فرض … طب ليه فرض؟

طب ليه ربنا فرض الحجاب دا؟ .. تعالوا نتكلم مع بعض شويه .. زينة المرأة دي تظهر لزوجها و بس .. فتخيلي لو كل البنات أظهرت زينتها في الشارع لكل الشباب .. طب ليه الشاب يتزوج .. طب ليه حالات الاغتصاب بتزيد .. لو بناتنا حافظوا على نفسهم و خرجوا بالحجاب عمر ما حد هيئذيها أبدا أبدا .. بل بالعكس هتلاقي كل احترام و تقدير من كل الناس إللي حواليها ..

أنا حاسه إنه بيتكلم عليا أنا … أنا كتير فعلا باحس إن شباب كتير بيتفرجوا عليا في الشارع .. بس أن باقول يعني إن دا عادي .. هو إللي غلطان .. ليه يبص على حاجة مش بتاعته

إزاي الشاب يغض بصره عنك و ميعاكسكيش في الشارع و إنتي مديالها الفرصة كاملة إنه ينظر لمفاتن جسدك .. دي فطرة ربنا فطر الناس عليها .. مينفعش تقول لواحد متبصش على البنت إللي لابسة ضيق دي إلا بقى لو واحد كان متدين برضو .. لكن أي حد ميعرفش دينه صح هينظر ليكِ نظرة الذئب إللي عاوز يفترسك …

الحجاب دا حلو أوى .. أنا عاوزة ألبسه .. بس ………………..

اتأكدتي معايا إن الحجاب فرض و لازم نرتديه .. طب خايفة من إيه ؟ .. خايفة من الناس؟ .. خايفة من الشلة .. خايفة من ماما و بابا؟! … طب خايفة من دول و مش خايفة من اللي خالقهم .. خلي إيمانك بربنا أكبر و أعظم من أي حاجة تانية .. و صدقيني …. مش هتخسري … بل هتكسبي رضا ربنا عليكي و حبه ليكي …و ربنا يهدي كل بنات المسلمين يا رب

يا رب .. اهديني يا رب للصح يا رب …

إني داعً فآمنوا … يا رب يا ذا الجلال و الإكرام .. يا رب يا وهاب يا رزاق ..

يا وهاب يا رزاق ..

ارزق بنات المسلمين الحجاب يا رب ..

آمين …

اهدي بنات المسلمين للحجاب يا رب

آمين ..

ساعد بنات أمتنا يا رب إنهم يساعدوا إخوانهم من المسلمين لغض البصر ..

آمين ..آمين .. آمين

يا ذ الجلال و الإكرام .. أنر بصيرة بناتنا للحجاب يا رب ..

آمين …

آمين …

آمين ..

آمييين ..

أخذت تؤمن نادين خلف الشريط .. و هي تبكي .. و تبكي .. تشعر بغضه كبيرة في حلقها .. تشعر بأنها في ظلمة تامة .. تشعر بأنها لابد أن تأخذ لأول مرة خطوة إيجابية  في حياتها ..

و لكن .. من أين تبدأ ….. كيف تبدأ هذا الموضوع مع والديها ..

تذكرت نادين أنها لم تصلي العصر .. فقامت و توضأت و صلت .. و كأنها أول مرة تصلي .. شعرت بلذة الصلاة .. شعرت أنها بين يدي الله سبحانه و تعالى .. شعرت أنها تحبه و تريد أن تطيعه .. و لم يزل لسانها رطبا و تقول : يا رب اهديني .. يا رب اهديني يا رب للصح و الخير .. يا رب نفسي أكون كويسة و تحبني .. أكيد لما تحبني هتعملي حاجات كتير أنا نفسي فيها … يا رب .. يا رب …..

كيف سترتدي نادين الحجاب؟

انتظرونا في الجزء الثالث من ..

محجبة … رغم أنوفهم

محجبة … رغم أنوفهم جــ1

بسم الله الرحمن الرحيم

أهدي هذه القصة إلى كل من ترددت في ارتداء الحجاب خوفا من كل القيود التي تشعر بها المحجبات في عصرنا الآن ..

أهديها لكل المحجبات اللاتي يعانين في وقتنا الحالي بسبب الحجاب…

أهديها لكل أب حرم ابنته من ارتداء الحجاب خوفا على المنظر العام …

أهديها لكم جميعا

***********************************

جلس رياض بيه رجل الأعمال المعروف إلى كرسي مكتبه .. فقد وصل في التو و اللحظة .. و جرى خلفه أستاذ إسماعيل سكيرتيره الخاص كي يوقع على بعض الأوراق المتأخرة ..

مال أستاذ إسماعيل إلى رياض بيه  وهو يقلب الورق بين يديه و قال: دي صفقة الحديد اللي هنستلمها النهارده من مخازن الدولة .. فاضل امضة حضرتك عليها يا فندم

ابتسم رياض بيه ابتسامة خبيثة و قال: دقعت المليون الباقي عشان الصفقة يا إسماعيل؟

رد أستاذ إسماعيل بابتسامة خبيثة أيضا و قال:أكيد يا باشا .. أومال كنا هنستلم الحديد من غير بعض الرشاوى البسيطة إللي هتسهل لنا نقل الحديد لمخازننا بنص التمن

قال رياض بيه غاضبا: ما تقولش رشاوي يا إسماعيل .. دي شويه عمولات بندفعها عشان نخلص صفقات ناجحة للبلد .. و دا مش حاجة حرام يعني و لا إيه يا إسماعيل؟

قال إسماعيل مترددا:أكيد يا باشا .. أكيد طبعا

قال رياض بيه محييا إسماعيل: بيعجبني إنك بتفهمني بسرعة يا إسماعيل ..

ابتسم إسماعيل مرة أخرى و قال: تلامذتك يا رياض بيه

تذكر إسماعيل أمرا مهما فمال مرة أخرى إلى رياض بيه و قال: نسيت أقول لحضرتك إن الصحفية إللي جت إمبارح مستنية حضرتك بره و منتظرة مقابلة حضرتك ...

رياض بيه: صحفية؟!! .. مش دي البنت المحجبة إللي من جريدة الرأي الحر؟

إسماعيل : أيوه حضرتك .. أقول لها إيه؟

ظل يفكر رياض بيه قليلا ثم قال:معرفش ليه بيغطوا شعرهم و يلبسوا ملابس واسعة .. في القرن العشرين و لسه في ناس بتلبس حاجات مالهاش معنى غير إنهم جهلة .. لا حول و لا قوة إلا بالله

رد إسماعيل كي يقتنص حب رياض بيه:الإيمان في القلب يا رياض بيه .مش كده؟

نظر رياض بيه نظرة إعجاب لإسماعيل و قال: عفارم عليك يا إسماعيل .. تعجبني ..

************************************

فلنبتعد قليلا عن هذا المشهد .. و نذهب إلى إحدى الجامعات الخاصة .. حيث تجلس نادين مع مجموعة بنات هن (شلتها) .. لا يوجد فيهن فتاة محجبة .. و على الرغم أن نادين من عائلة (هاي) جدا .. و لكنها تدرك جيدا أنه ليس من الجيد مصاحبة شباب .. فمن الممكن أن تتعامل معهم في بعض الأمور الخاصة بالكلية و لكن صحوبية أو زمالة ……. لا تعتقد في ذلك ..

تجلس نادين وسط الشلة و ضحكاتهن تعلو و تزيد .. عدا دينا التي لها مدة طويلة على هذا الوضع ..

قالت نادين: أنتِ نكتة متحركة يا رشا ..  إنتي بتجيبي النكت دي منين يا بنتي؟..

ردت رشا: من الإنترنت يا حبيبتي ..الإنترنت مليااااان بكنت أكتر من دي كمان..  هاديكي شويه مواقع هتهلكي من الضحك لما تفتحيهم..

نظرت دينا إلى الطاولة المجاورة وجدت بعض الفتيات المحجبات يجلسن ويتضاحكن سويا أيضا و لكن بأصوات منخفضة أكثر منها ملفتة لنظر المارة ..

فقالت دينا: هو إيه رأيكم في الحجاب؟

ضحكت رشا و قالت:إيه يا دينا؟ .. بقالك فترة مالكيش كلام غير على البتاع دا إللي اسمه الحجاب .. و كإنك بتسألينا عاملين إيه في مادة الإحصاء

ضحكت الفتيات كثيرا و قالت نهى:أعتقد إن الحجاب دا نوع من أنواع التخلف .. مالوش علاقة لا بالتطور و لا بالتقدم إللي عاوزين البلد تبقى فيهم .

أكملت نادين كلام نهى و قالت: أنا مامي قالت لي إن الحجاب دا بيلبسوه البنات إللي عندهم عيوب في شعرهم و جسمهم .. عشان كده بيلبسوا حجاب يداروا العيوب دي ..

دينا: بس أنا حاسه إن الحجاب دا فرض في الإسلام .. محدش فيكم سمع حلقة عمر خالد عن الحجاب؟

ردت رشا ساخرة: مين عمر خالد دا يا دينا .. و بعدين إحنا بنعمل إيه بس يغضب ربنا .. أرجوك انزلي من على وداننا بقى .. إحنا عاوزين نفرفش و نخرج من همومنا .. مش إنتي إللي باباكي طلق مامتك و سافرت و سابتك مع جدتك ….و ….

و قبل أن تكمل رشا كلامها ردت نهى لإيقاف هذا النزاع الغير مقبول في الشلة: هاي هاي يا بنات .. انسوا بقى الكلام دا .. و بعدين إحنا عاوزين نستمتع بحياتنا فبلاش نتكلم في الأمور التافهة دي و نختلف عليها .. ها يا بنات سهرتنا هتبقى فين النهارده؟

قالت دينا: أعتقد أن حفلة هيثم ميعادها النهارده ..

قالت نادين:معتقدش إني هقدر أحضر الحفلة النهارده ..

قالت دينا : و أنا برضو مش هقدر ..

ردت نهى بغضب:ليه يا بنات؟ .. إنتو هتضيعوا فرصة كبيرة أوى ليكم النهارده .. حفلات هيثم دايما جنان ..

قالت نادين: حفلة النهارده هتخلص الساعة اتنين الصبح .. و مامي مش هترضى توديني

و قالت دينا: مش هقدر أروح لبيت هيثم .. دا حاجة مش صح خالص ..

قالت رشا في غضب: و إيه يعني يا دينا ..هنروح لبيت هيثم و نعمل حفلة حلوة و نستمتع شويه و خلاص .. و بعدين شباب الكلية محترمين و مش هيعملوا حاجة تزعلنا أبدا ..

قالت نهى كي تبعد هذا الخلاف بين الفتاتين: و أنت يا نادين .. دا إنتي رياض بيه يعني عنده سواقين بعدد شعر راسك .. مفيش حد فيهم يقدر يوصلك يعني؟

قالت نادين: بابي مش هيوافق .. دا لو عرفت أساسا أشوفه النهارده ..

قالت نهى:ليه؟ .. هو هيتأخر في الشغل زي كل يوم ؟

قالت نادين:أكيد يا نهى ..والدي معندوش غير شغله و بس .. و أي حاجة تانية مش مهم ..

بعد مناقشات دامت لبضع دقائق .. لم يجدي أي حل لذهاب نادين أو دينا مع الشلة إلى الحفل الليلة .. فقامت و تركتهن حيث أن السائق منتظرها بالخارج .. وقامت دينا معها أيضا

************************************

و في الطريق إلى البوابة .. تحدثت نادين إلى دينا قليلا .. فهناك أسئلة كثيرة تدور في رأسها منذ فترة و تحتاج إلى إجابة من دينا عليها ..

بدأت نادين حديثها و قالت: أنا حاسه يا دينا إن في حاجة ملخبطاكي أوى اليومين دول .. كل ما نقعد مع بعض ما تتكلميش غير عن الحجاب و بس .. مالك يا حبيبتي؟

نظرت دينا إلى الأرض في ألم و أسى .. و قالت لنادين:حاسه إني مفتقدة حاجة كبيرة و مهمة أوى في حياتي .. من فترة كده بنت خالتي ادتني شريط بيتكلم عن الحجاب و سمعته كذا مرة .. حاسه إني لازم ألبس الحجاب.. إيه رأيك يا نادين؟

صدمت نادين بموقف دينا .. فالحجاب بالنسبة لشلتهم أمرا غير قابل للمناقشة حتى .. و لكن بما أن نادين أقرب صديقة من الشلة لدينا .. فقررت أن تتحدث إليها بهدوء بعض الشيء

و قالت:هقولك رأي مامي في الموضوع دا يا دينا .. آخر مرة كلمتينا عن الحجاب روحت كلمت مامي في الموضوع .. و قالت لي إن الإيمان بربنا دا في قلوبنا مش بلبس الحجاب .. و بعدين إحنا الحمد لله بنصلي و بنصوم في رمضان و بنعمل كذا ختمة في رمضان برضو .. يعني ليه نتحجب؟!! .. مالوش لازمة بجد .. و بعدين الحجاب هيعمل لنا إيه يعني؟ .. هيخلي بابي يرجع يتكلم معايا زي الأول تاني .. و لا هيخلي مامتك ترجع من السفر و تحضنك زي زمان؟ .. أنا حاسه إنك لازم تفكري شويه قبل قرار خطير زي كده .. و بعدين إنتي مش بتشوفي التفتيش إللي بيحصل للمحجبات عندنا في الكلية في الامتحانات و لا الإرهابين إللي بيقول عليهم بابي إنهم بيبقوا بدقن و لابسين حجاب و الحاجات دي .. يبقى أكيد ربنا غضبان عليهم عشان يخليهم كده .. فأنا من رأيي إن الموضوع دا تنسيه خالص و خلصت المسألة على كده ..

قالت دينا:طب لو عرفتي إن الحجاب دا فرض من ربنا .. و إنه غضبان مننا لإننا مش بنسمع كلامه .. برضو موقفك هيبقى كده؟

لم تعرف نادين كيف ترد على صديقتها دينا في هذا الأمر ..فطلبت منها أن تعطيها الشريط هذا و تسمعه و تحكم عليه مرة أخرى .. فمن الممكن أن يكون لديها حق في الأمر .

و إلى لقاء آخر في الجزء الثاني من ..

محجبة .. رغم أنوفهم