حدوتة مدونتي




بحب أكتب جدا .. و الكتابة وحشاني أوى أوى أوى ..
كان نفسي أنشر قصصي .. بس دا أنا لسه بلية صغيرة مش حريفة كتابة يعني

أرجو إنكم تستمتعوا بمدونتي الجديدة .. و يا رب أكون عند حسن ظنكم



مقالة .. البنت عمرها ما كانت زي الولد

Thursday, February 18, 2010

محجبة .. رغم أنوفهم جــ 5

جلست نادين و دينا مع صديقاتهما الجدد ..

رضوى .. و نشوى .. و إيمان .. و غدير ..

وجدت نادين روحا مختلفة تماما مع هذه المجموعة الجديدة …

روحا تطلب روضة من رياض الجنة ..

و نشوى في حب الله ..

و إيمان في القلب يثبت ..

و غدير الجنة بمائه العذب …

حقا .. أجمل صحبة .. بخير لقاء ..

جلسن جميعهن في كافيتيريا الكلية .. و الكل يتلفت إليهن و ينظرن جميعا إليهن نظرة تعجب و استنكار ..

قالت رضوى: ما تيجوا النهارده نعمل ورد قرآن سوا

نظرت نادين لرضوى بتعجب و قالت: يعني إيه ورد يا دودي؟

ردت غدير و قالت: ورد دا يعني جزء .. صغير أو كبير من المصحف .. بنقراه كل يوم

دينا:الله .. إنتو عرفتوا دا لوحدكوا يعني

نشوى: هههههه .. لا يا جميل .. بس في ناس بيحبوا الإسلام و بينشروا حاجات حلوة زي دي كتير عشان نعملها و نقرب بيها لربنا

نادين: طب و أنا أعرف الناس الكويسين دول منين؟

إيمان: أقولك يا ستي .. يعني مثلا ليهم شرايط كاسيت .. ليهم دروس على الإنترنت .. ليهم كتب .. و هكذا يعني

نظرت نادين في عيون صديقاتها الجدد .. و لم تدرك أن هناك بعض الدموع التي نزلت على وجهها .. هل من شدة الفرح بتك النعمة التي أنعم الله عليها بها؟ .. أم أنه للخوف الشديد مما ينتظرها بسبب هذا الغطاء الذي غطت به شعرها؟ .. لا تدري

التفت الفتيات حولها و أخذن يحتضنها .. و قد أجهشها البكاء .. و كل واحدة منهن تعطيها بعض الكلمات التي تهدئها بها ..

انتهى اليوم الدراسي .. و قد أعطت رضوى بعض الكتيبات الصغيرة لنادين و دينا و قد أوصتهن بقراءتها ..

و لكن .. ماذا يخبئ لها القدر… وماذا سيحدث عندما تذهب إلى المنزل؟ ..  هذا ما كانت تفكر فيه نادين و هي تودع صديقاتها عند بوابة الكلية

**********************************************

- حمدا لله على السلامه يا رياض بيه

كان هذا عم عبده بواب فيلا رياض بيه .. فقد عاد رياض بيه لأخذ بعض الأوراق من فيلته للضرورة القصوى ..

متى رأى ابنته و اطمأن عليها؟ … لا يهم

متى تحدث مع زوجته و حكى لها عن مشاكله و سمع منها ما تريد أن تخبره به؟ … أيضا لا يهم ..

أهم شيء أن ينهي مشروع الملهي الليلي الذي يحلم بانهائه اليوم ..

سيقص الشريط اليوم في السهرة و يحتفل مع كل الناس من حوله …. إلا أهل بيته .. ابنته و زوجته ..

دخل رياض بيه إلى الفيلا و صعد مسرعا إلى حجرة مكتبه ..

نظرت له زوجته بعين غير راضية .. و قالت:

مش عوايدك يعني راجع بدري النهارده؟

لم يرد عليها و تجاهلها تماما .. اكتفت بسكوتها السابق و غموض عمله الذي لا تعرف عنه أي شيء .. فقامت و كل عينيها مليئة بالشر و صعدت إلى حجرة المكتب و كان هذا الحوار غير البناء و المناقشة الهدامة بينهما…. هذا و إن اعتبرناه حوارا ..

زوجته: بجد إنت انسان لا تطاق .. أنا مش قادرة استحمل منك أكتر من كده .. إنت مش حاسس إنت بتعمل فينا إيه .

تجاهلها رياض بيه تماما و كأنها غير موجودة بالحجرة و أخذ يبحث في أوراق مكتبه بحثا عن ذلك الملف اللعين الذي لا يدري أين وضعه ..

زوجته: هو أنا كرسي في البيت عشان تتجاهلني بالشكل دا .. دي مش عيشة بالمرة إلي إنت معيشهالنا دي

نظر لها رياض بيه و كل عينه شر و لكن مع ذلك قال بهدوء تام: لو عاجبك أهلا و سهلا .. لو مش عاجبك الباب يفوت جمل

نظرت زوجته إليه و هي مصدومة .. أبعد كل تلك السنين الماضية يطردها من بيته بكل سهولة؟ .. يا لها من حمقاء أن تجلس معه في منزله مرة أخرى ..

نظرت زوجته إليه و عينيها حمراوتان و مليئة بالدموع ولكنها كانت تحاول أن تكون قوية تجاهه و قالت:

يبقى تطلقني يا رياض .. و دا آخر كلام عندي

و تركته و ذهبت إلى حجرتها و جمعت كل ملابسها و ارتدت ملابس الخروج و خرجت من بوابة الفيلا ..

*****************************************

في تلك اللحظات البائسة .. كانت نادين عند بوابة الفيلا .. وجدت والدتها تخرج من  الفيلا و قد ملأت الدموع عينيها .. فشعرت أنها النهاية .. إما أن أمها قد طُلقت .. أو أنها طلبت الطلاق

اقتربت نادين من والدتها و قالت: رايحة فين يا مامي؟

نظرت والدتها إليها و عينيها المليئتين بالدموع و قالت: رايحة في داهية .. رايحة في أي مصيبة أخرج بيها من البيت دا .. أنا هسافر عند أهلك في الفيوم .. و هو بقى لو عاوزني يبقى يسأل على الكرسي إللي خرج من البيت

نادين: و هتسيبيني يا مامي؟ و أنا أروح فين؟

احتضنت والدة نادين ابنتها و قالت: كان نفسي أخدك معايا .. بس مش عاوزة أوقف دراستك .. بس أول ما الإجازة تيجي هابعتلك عشان تيجي و تقعدي في العزبة معايا

تخبطت الأفكار في عقل نادين .. أبعد أن ارتدت الحجاب و كرمها الله بصحبة صالحة مثل التي معها .. يحدث كل هذا .. ماذا يريد أن يخبرها الله سبحانه بتلك الأحداث الغريبة؟ .. لا تدري

نادين: أوك يا مامي .. بس ما تنسيش تتصلي بيا ضروري .. و ما تنسينيش

احتضنت والدة نادين ابنتها مرة أخرى و قالت: بحبك أوي يا نودي و هتوحشيني ..

و تركتها والدتها و خرجت خارج الفيللا .. و نادين تنظر لها بعين الشفقة ..

***********************************

دخلت نادين إلى الباب الرئيسي للصالة .. فوجدت والدها ينزل على السلم و معه أوراق يقرأها بعناية ..

خائفة .. حائرة .. سائلة ماذا سيفعل بها عندما يراها بالحجاب؟ .. لا تدري

وقفت نادين مكانها و يملأ قلبها الخوف الشديد .. ونزل والدها آخر درجة من السلم و قال: إزيك يا ……………….

………………………………………..

………………………………………..

………………………………………..

………………………………………..

لحظات من الصمت الرهيبة جدا ..

نادين ستبكي .. حتما فدموعها في عينيها الآن تأبى الهبوط …

خائفة؟ … كلمة خائفة قليلة على موقفها الآن؟ .. ماذا تفعل .. ماذا تفعل .. أتسلم عليه و تجري إلى السلم هاربة منه .. لا .. لن يجدي أي شيء الآن … ستنتظر القدر ..

أبعد خمسة أيام لم تراه فيها يكون ذلك اللقاء المتوتر جدا ..

أشار والدها إلى حجابها باستهزاء و قال: إيه إللي إنتي لابساه دا ..

قالت و كلها خوف و رهبة من الموقف: دا حجاب يا بابي

رياض بيه بمنتهى الغضب: حجاب .. حجاب إيه يا أم حجاب .. ولبستيه إمتى دا إن شاء الله

نادين: لبسته من خمس أيام ..

رياض بيه: البتاع دا لو ما قلعتيهوش يبقى ما تقعديش في البيت دا تاني .. إنتي فاهمة

نادين تحاول أن تجمع كل قوتها و قالت: بس أنا مصرة إني ألبسه .. أنا مرتاحة كده

اقترب رياض بيه منها و صفعها صفعة هائلة على وجنتها .. مالت على إثرها نادين و أجهشت في البكاء من الصدمة ..

رياض بيه: عشان تعرفي إزاي تعندي معايا كويس ..

و جري إلى السلم و صعد و دخل حجرة نادين ..

جرت نادين إلى حجرتها .. ماذا يفعل والدها هناك .. لا تدري

و يا للصدمة .. دخل والدها إلى حجرتها و قام بفتح الدولاب و إصابة كل ملابسها الجديدة المحتشمة ..

قطع الجيبات .. قطع البلوزات .. قطع كل الإيشاربات الجديدة ….

كل شيء ..

كل شيء ..

جرت إليه نادين لتمنعه .. ولكنها ضربها مرة أخرى و قال بغضب: إنتي و أمك ناويين تموتوني .. واحدة طالبة الطلاق و التانية لابسة حجاب و انا إللي بحاربه بكل الطرق في أعمالي كلها .. إنتي أكيد عاوزة تنقطيني … إنتي لا بنتي و لا أعرفك

و مسكها من ذراعها و جرجرها على السلم و طردها من باب الفيلا و قال: البيت دا ما تدخليهوش تاني لحد ما تقلعي الجهل إللي على راسك دا .. إنتي فاهمة ..

و أغلق الباب في وجهها ..

ماذا ستفعل نادين؟

أين ستذهب؟

ما موقفها تجاه حجابها الجديد الذي لم تكمله بعد؟

هل سترتقي خطوة أخرى في حجابها .. أم ستخلعه عنها لما فعله بها و بحياتها؟

انتظرونا في

محجبة .. رغم أنوفهم

No comments:

Post a Comment